تصل لمركز الإرشاد الأسري الكثير من الأسئلة والاستفسارات حول كيفية التعامل مع مشكلة الكذب عند الأطفال, وأغلب هذه الرسائل تصلنا من معلمات المدارس الابتدائية بسبب لجوء بعض الأمهات لاستشارتهن حول هذه الظاهرة التي تحتاج لوعي في مواجهتها, وسنورد أهم الإرشادات التربوية التي تحد من هذا السلوك عند الأطفال وأهم طرق الوقاية التي من الواجب أن يعتمدها الأهل لتكون لغة الحوار بين الطفل والأهل أو داخل البيئة المدرسية بعيدة عن الكذب, ومحاكاته للمواقف مستندة على الصدق والوضوح والإرشادات هي كالتالي :

 

-      عدم مواجهة كذبهم  بالضحك والهزل.

-      حاولي فهم الاسباب التي تؤدي الى الكذب؛ في اغلب الاوقات يلجأ الاطفال الى اتباع الكذب بسبب خوفهم من امر ما  .

-      حاولي تحديد نوع الكذب الذي يمارسونه لتعرفي سبب لجوئه له .

-      مراعاة سن الطفل والانتباه الى ان الكذب التخيلي والالتباسي في هذا العمر المبكر يعود الى ان الطفل لا يفرق بين الحقيقة والخيال .

-      الانتباه الى حاجات الاولاد سواء كانت جسدية ام نفسية ام اجتماعية , فكثير من مواقف الكذب تنشأ نتيجة فقده لهذه الحاجات وعدم تلبيتها لهم من قبل الاهل .

-      يجب على الام الالتزام بالوفاء بما تعد الطفل به, مثلا تقول الام لطفلها اذا اكملت الواجبات المدرسية سوف نذهب الى زيارة احد المراقد المقدسة فلا بد من تنفيذ الوعد في حال تنفيذ الطفل لواجباته المدرسية كنوع من التدريب على النتائج الايجابية للمصداقية والالتزام .

-      عزيزتي الام اذا كنت لا تريدين لابنك أن يكذب فينبغي ان لا يكذب الوالدين امامه, ومثال على ذلك بعض الآباء عندما يطرق باب البيت يطلبون من ابنائهم ان يخبروا الطارق بأنهم غير موجودين وبهذه الحالة سيتشكل عند الطفل ردة فعل من ذلك تسهل عليه اعتماد الكذب في الكثير من المواقف استنادا لخطأ الأهل دون ملاحظاتهم لذلك.

-      يجب عليك تشجيع صفة الصدق عند الاولاد قبل مقاومة صفة الكذب .

-      الابتعاد عن العقاب كوسيلة لتعديل سلوك الطفل عند الكذب .

-      تأكيد على نتائج الكذب من خلال سرد القصص الواقعية .

-      ادراك الفرق بين الحقيقة والخيال عند التعامل مع كذب الاولاد .

-      عزيزتي الام  لا تستخدمي اسلوب المراوغة في استدراج الاولاد للاعتراف بكذبهم .

-      اعلمي ان الاطفال يكذبون خوفا من العقاب فعندما نسأل الطفل : أنت كسرت الباب ؟ وفي حال توقعه أن اعترافه يستلزم العقاب الشديد من قبل الاهل، فإن غريزة صيانة الذات تدفعه إلى أن يقول كذباً : لم أكسرها . لأنه يجد نفسه ضعيفاً أمام صفعات الأم أو الأب ولحفظ نفسه لا يجد مفراً إلا بالالتجاء إلى الكذب وإنكار كل شيء ..

-      من الامور النفسية التي تساعد الطفل على الكذب هو اتباع الاهل اسلوب التحقير والاهانة مع اطفالهم  فيجب على الوالدين الابتعاد عن هذا الاسلوب  قدر الامكان.

وخلاصة القول انه اذا نشأ الاولاد في بيئة تحترم الصدق ويفي افرادهم دائما بوعودهم , واذا كان الوالدين يتميزون بالمنطقية  والاعتدال  في التعامل معهم , فان الاولاد لا يجدوا حاجة للجوء إلى الكذب ويكون الصدق أسلوبهم في التواصل داخل البيت أو خارجه .

 

الاستشارية : زينب الوزني / مركز الإرشاد الأسري