يعاني احد أطفالي من مشكلة التلعثم في حديثه رغم أن عمره خمس سنوات ، تفضلوا علي بنصيحتكم لو سمحتم .

نشكر لك سؤالكِ اختنا العزيزة ، ونود ان نبين لك أن مشكلة التلعثم ليست صعبة الحلول ولا مستحيلة ، وهي تحدث لأطفال كثر، ويمكن حلها ، لذلك سنجيبك على سؤالك الكريم بشرح أصل المشكلة وأسبابها وكيفية تشخيصها ومن ثم معالجتها .

يسمى التلعثم بالثأثأة او التأتأة او ردة اللسان ، وهو تلكؤ وعثرات لا إرادية في إطلاق بعض الحروف من مخارجها السليمة ، سواء كان توقفا او تباطؤ او تكرارا ، وقد يصاحبها حركة ما بشكل لا إرادي كرجفة الوجه او اليد .

وأسبابها كثيرة ، منها ما هو جسماني ، وربما وراثي ، وأخر نفسي ، عدا العامل الأهم والذي هو البيئي (المحيطي)  ، ولكن يعتبر العامل السيكولوجي هو الأس الأول لحالة التلعثم ؛ خصوصا اذا ما كان الطفل مصاب بتوتر نفسي وقلق وخوف وفقدان الشعور بالأمان والشعور بالنقص .

كما يعد التعليم الخاطئ ( بخصوص النطق ) عامل مهم في تلعثم الأطفال .

وقد لوحظ أن الطفل المتلعثم يكون منزو في مدرسته ، حيث لوحظ انعزاله وفي افضل الأحوال قيامه بنشاط فردي ، عدا إثارته المشاكل والنقد لأقرانه وأخوته بدلا من مشاركتهم .

وتنقسم حالة التلعثم الى نوعين ، الأول منها التلعثم الفسيولوجي (الابتدائي) والتي تصيب الأطفال في عمر ( 2 ـــ 6 ) سنة ، اما النوع الثاني منها ؛ فيسمى بالتلعثم الثانوي ، وغالبا ما يكون بداعي الصدمة التي يتعرض لها الطفل في أول سنة دراسية ( بعد السنة السادسة ) ، وفي كلتا الحالتين ، يمر الطفل المتلعثم بأربعة أدوار او مراحل ، وكما يلي :

ـــ   في البداية لا يعي الطفل المتلعثم مشكلة تلعثمه في الحديث ، مما يمنعه من التشكي ، الا ان هذه المرحلة ستكون ملحوظة لدى المراقبين له كأمه او معلمته .

ـــ   اما في المرحلة الثانية ، فيبدأ الطفل بإدراك مشكلته ولكنه يعتقد أنها مرحلية وغير مؤثرة وبالتالي يمنعه ذلك من طلب المساعدة من أبويه او معلمته .

ـــ   وفي ثالث الأدوار ، يبدأ الطفل المتلعثم من بث شكواه بخصوص تلعثمه .

ـــ   اما في الطور النهائي لمشكلة التلعثم ، فأن الطفل المتلعثم يدرك جيدا مشكلة تلعثمه وأنها باتت تعيقه من الحديث وتمنعه من الاسترسال في حديثه ، بل وتجعله في مواقف لا يحسد عليها ، مما يدفعه لأن يكون منطو أكثر .

وبغية تشخيص المشكلة قبل الشروع بحلها ، لابد من فحص إكلينيكي ( سريري ) على الطفل المتلعثم لتبيان سبب التلعثم من كونه نفسيا أم عضويا ، ومن ثم سماعه للوقوف على منطقة التلعثم وتحديدها كونها في حرف معين أم في موقف معين أم في حالة معينة .

أما مرحلة العلاج ، فتبدأ من خلق أجواء مميزة للطفل المتلعثم ، تسمح له بتجاهل مشكلته تماما ، من خلال أيجاد أجواء أسرية سعيدة وبث الاطمئنان في نفسه ، مع الابتعاد عن الضغط على الطفل بخصوص تعليمه ما يجاوزه المشكلة لأن في ذلك ارتدادا سلبي ، واذا استمرت المشكلة بعد سن الرابعة فيفضل اللجوء الى الطبيب المختص ( طبيب نطق وتخاطب ) ، من منح الطفل جرعات من الثقة بالنفس والتشجيع على الكلام المسترسل دون إحباط او تخويف .