ألاحظ على صديقتي كثرة التذمر وندب الحظ والتشكي بل والإشفاق على الذات ! تفضلوا علي بنصيحتكم إسناد لها وتخليصها من هكذا مشاعر سلبية .  

لعل من أسوء ما يمر في حياة الإنسان من مشاعر ويمنعه من رؤية الواقع بشكل سليم والتقدم في الحياة بسعادة ؛ هو الإشفاق على الذات .

حينما يبدأ الإنسان بتصور الحياة بشكل براق ، وأنه " الشخص الوحيد الذي يتألم و يعاني " ، و " مهما كان ألم الآخرين لن يصل الى ألمه " ، و " أنه شخص مظلوم لم تكن الحياة عادلة معه في يوم ما " ، و " لم ترعه كما يجب " و " أن عائلته نوع آخر من المشاكل والحظ لا يحالفه " ، و " أن لا أحد يمكن ان يفهمه " و " أن الكل سيخونونه " ... الى اخر ذلك من أنواع الإشفاق على الذات ... عديمة الجدوى .

" حسنا ... أنت مظلوم وعائلتك سيئة ؛ أذن قم بالهرب ! أو يا لهــــــــــــــــا من فكرة رائعة !!! ... انتحر وستضمن الخلود في النار ... أجد هذه الفكرة أسعد من ان تعيش حياة مملة وغير عادلة ولا تضمــــــــــــــــــن لك رحلات ترفيهية " .

أن من يشعرون بالإشفاق على ذواتهم لا يستمعون الى اﻵخرين ولا يرون الحقيقة ، أنهم يدمرون أنفسهم بأنفسهم ويمنحون أنفسهم واﻵخرين حياة صعبة لدرجة تجبرهم على المغادرة في نهاية المطاف .

الإشفاق على الذات لا يمنح المزيد من السعادة ؛ بل إنه يُسلب الكثير من اللحظات السعيدة ممكنة الحدوث ؛ أضف إلى ذلك إنه يجعل الشخص يتمركز حول ذاته فقط ويرى مأساته فقط بصورة مكبرة أضعاف المرات بواسطة المجهر ، إن كان لديه مأساة من الأساس .

كما إنه يجعل الأصدقاء الحقيقيون يفرون تدريجياً حتى يختفون تماماً لأن قابلية الشخص الذي ترتفع لديه قيمة الإشفاق على الذات يمتلك أدنى مستوى من التفهم .

كما يجب أن لا ننسى ما يمنحه شعور الشفقة من أسى و شعور بالنقص والدونية .

أخيراً ... علينا أن ندرك جيداً إن هنالك صعوبات في الحياة ، ولكن هذا لا يجعل من الحياة مأساة ، كما إن الصعوبات تختلف من شخص لأخر من حيث النوع والوقت والحجم ، فضلا عن ان تأثير الصعوبات الفعلي يعتمد على الشخص وطريقة تعامله مع الأزمات .

بكل صدق و بضمير حي ... هل تعتقد إن الأمور ستتغير الى صورة أفضل اذا قلت إنك تعاني و تشعر بالملل والتعب والضجر؟

إنك تقتل كل سعادتك يا صديق ! .

إنك تبعد من حولك كلهم دفعة واحدة ! .

إنك شخص ولدت مميزا فريدا من نوعك تمتلك قدرات لا يمتلكها غيرك ، وأن الحظ شيء غير موجود ، إنما هنالك توفيق من الله ومعجزات تحدث مع عباده الصالحين ممن يتوكل عليه ويثق به بعد ان يهجر مغريات الدنيا وملذاتها الزائلة ابتغاء وجهه الكريم .

سمانا السامرائي