أنا زوجة ثانية لرجل أعمال ناجح وذكي ، تزوجت به بعد أن تجاوزت الثلاثين من العمر ، تركت عملي ﻷتفرغ للحياة الزوجية ، لم تمضي سنة على زواجنا حتى بدأت أعاني من قلة اهتمامه وانشغاله الدائم عني وفرض رأيه على حساب شخصيتي وحقي في أبداء رأيي ... لذا أرجو أن ترشدوني بخصوص ذلك ، وهل إن هل ما أعانيه يعد طبيعياً أم أن مشكلتي ﻻحل لها ؟

بسمه تعالى . بداية ... نشكرك اختنا الكريمة على ما منحتينا من ثقة .

هذه المشكلة شائعة في معظم العلاقات الزوجية ، والكثير من الزوجات يشتكين قلة اهتمام أزواجهن وفرض أرائهم عليهن ، بل ويشعرهن بأن لا وجود لهن ولا من دور سوى تنفيذ الطلبات .

أما في حالتك هذه ، فالمشكلة مضاعفة لسببين اثنين ، أولهما لأنك زوجة ثانية ؛ مما يعني أنك شريكة امرأة أخرى في زوجك ، وشريكتها بوقته وعاطفته واهتمامه ، وثاني تلك الأسباب متعلق بارتباطك به بعد سن الثلاثين وهذا يدل على أنك كنت تمتلكين حياة خاصة وربما كنت تتحملين مسؤولية نفسك .

 وعادةً ما تتخيل المرأة شكل حياتها قبل الزواج وربما تعد العدة لذلك ، ولذلك توافق أو تسعى للارتباط بعدما يفرض عليها انبهارها وإعجابها بالشريك شكلا لحياة مثالية لتُصدم بواقع يختلف عما كانت تحلم به .

لذا عليها ان تعي ان الزواج عبارة عن مشروع شراكة مجهول الربح ، والربح والخسارة فيه مرهونين بالتفاهم بين الشريكين وتقبلهما لتقديم شيء من التنازلات قبالة الأخر بغية استمرار هدوء حياتهم الزوجية .

وبالنسبة لما تعانيه من فرض قرارات زوجك عليك ، فهذا أمر طبيعي ، لأن الزوج يمتلك والقيمومة على زوجته مستفيدا مما قاله جل وعلا(( الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض وبما أنفقوا من أموالهم فالصالحات قانتات حافظات للغيب بما حفظ الله ....... )) ، مشروط بعدم تنافيها مع لحقوقك .

وباعتبارك كنت تمتلكين عمل قبل زواجك ، فذلك يعني أنك مستقلة بإدارة زمام أمورك وتحملك لمسؤولية نفسك على الأقل المادية منها ، مما جعلك تشعرين بأن تعامل زوجك معك وتحكمه بك بشيء من الاستغراب وربما الاستنكار مع أن كل نظام مجتمعي بما فيه الأسرة يحتاج لقائد وموجه ، مما يحتم عليك أن تستوعبي أن هذه القيادة لا تعد هتك للحرية أو سلب للإرادة .

 أما بالنسبة لقلة اهتمامه بك وانشغاله الدائم عنك ، فكان عليك أن تتوقعيه بعد اتخاذك قرار أن تكوني الزوجة الثانية فلهذا القرار ضريبته ، فضلاً عن أن زوجك رجل أعمال ناجح وهذا النجاح لم يأتي من فراغ ، إنما من حرص والتزام واحترام للعمل وهذه ضريبة أخرى عليك تسديدها من وقتك وحاجتك لاهتمامه المتواصل .

لذا يا أختي الفاضلة ، ننصحك بأن تهيئي نفسك لتقبل حياتك الزوجية وأن تعطي لنفسك الوقت الكافي للتأقلم والتعود على ما تعانيه من ضغوطات نفسية ولا سيما أنك لم تتمي سنتك الأولى من حياتك الزوجية وأعلمي أن هذه الضغوط يشاركنك بها معظم الزوجات ، وتذكري دائماً قول الله تعالى في كتابه العزيز : (( خلقكم من نفس واحدة وجعل منها زوجها )) فلا تبتأسي وتعكري صفو حياتك ولا تنتظري من الحياة غير ما هو مقدر لك ، مع مثابرتك على تغييره بشكل هادي وناعم صوب ما ترينه مع مراعاة حقوق شريكتك الأخرى .

 ايمان كاظم الحجيمي