زوجي لا يخبرني بمشاكله وهمومه ولا يقبل ان أقدم له العون في ذلك ! أفيدوني لطفا .

تعد هذه المشكلة أحد أكثر المشاكل شيوعا بين الأزواج .. وتحدث نتيجة لاختلاف طرق تعامل كل من الرجل والمرأة مع المشاكل والمصاعب ، فقد خلق الله جل وعلا بينهما اختلافات ، ليكمل البعض بعضه الأخر ، وصولا لحياة أفضل ، فبينما تميل النساء للتحدث والتعبير عن أنفسهن للتخفيف من آلامهن ، يميل الرجال إلى الدخول في عزلة والتزام الواحد منهم كهفه أخذا معه أفكاره لصومعة صمته وجموده ، فتراه يغير محطات التلفاز من دون أن يشاهد شيء ، وتهجر نفسه تذوق الطعام ، مما يجعله إما متطلباً للغاية من ناحية الطعام أو أن لا يأكل شيء البتة ، وربما يمسك الجوال ويلعب طويلاً دون ان يكترث بشيء ، ناهيك عن نوبات تعصبه التي تثار لأتفه الأشياء .

في الواقع ... هذه طريقته للبكاء وكأنه يقول : " اهتموا بي جيداً بالطريقة التي تلائمني " ! ، فالرجال لا يبكون ولكنهم يختارون التصرف بحدة كتعبير عن البكاء ، وعادة ما تستمر هذه الحالة من يوم إلى عدة أيام ، وأحياناً قد تستمر لأشهر .

لذا فإننا ننصح ـــ في الحالات الاعتيادية ـــ بأن لا تكثر الزوجة من مسائلة زوجها عن دواعي ذلك ، وأن لا تحاول التدخل كثيراً في هذا الميدان ، لأن ذلك لا يحل الأمر ، بل قد يزيده سوءاً ويلجئه للانعزال أكثر .

كما ننصح ـــ في حالة استمرار حالته أطول من ذلك قليلا ـــ بأن تظهر الزوجة لزوجها المحبة والعطف ، وأن تخبره بــأنها تشعر به وأنها تعلم إن أفعاله الآن لا تمثله هو بل تمثل حالة يمر بها ولا يستطيع التعبير عنها ، كما عليها ان تكون صديقته التي تتقبله في أوقاته الصعبة ، فضلا عن مشاركته أوقاته الجميلة ... وان تحاذر المبالغة بشاعريتها نحوه وتفهمهما المفرط له ، فكل ما زاد عن حده انقلب الى ضده ، لاحتمالية أن يرى ذلك منها على أنها تستخف بعقليته وقدرته على مواجهة الصعاب وحل المشاكل .

اما في الحالات التي يستمر فيها بالانعزال لفترات طويلة ـــ أشهر مثلا ـــ فلا بأس بشرح التأثير السلبي لحالته هذه على العائلة ، على ان يكون ذلك بكلمات مختصرة وواضحة .

ويمكنك ترتيب لقاءات مع الأصدقاء القدامى أو بعض الأقارب المحببين ، أو ممارسة أنشطة كالرياضة الثنائية ، او اي تجمع عائلي دافئ ، كالإطلاع على الصور القديمة أو ترتيب للخروج في رحلة صغيرة لمدينة أخرى ، على أن تلاحظ  إحراز تقدم في حالته وإلا فعليها الكف عن هكذا محاولات .

واخيرا ... عليها ان لا تنسي إن الدعاء الدائم هو أحد أسرار السعادة في الدنيا والآخرة ...

لذا دعونا ان لا نبخل ببعض دقائق لنتحدث إلى الله ونخبره بما يكدر صفو قلوبنا ، مع خالص تمنياتنا ببيوت هادئة وسعيدة للجميع ببركة الصلاة على محمد وآل محمد .

سمانا السامرائي