يرى المتابع منا أن نسبة العنوسة في ازدياد بل وتفاقم ! أفيدونا عن أسباب ذلك ومعالجاته .

 

شكرا لكم على إثارة هكذا موضوع إغناء منك ومنا ـــ اختي الفاضلة ـــ لمن وقعن فريسة لهذا الوحش الأجتماعي ... 

يطلق المجتمع العربي على الفتيات اللاتي لم يتزوجن بعد لقب " عانس " بمجرد وصولهن إلى سن الثلاثين، على اختلاف عمر العانس من امرأة إلى أخرى ، حيث ترى بعض المجتمعات العربية أن الفتاة اذا تجاوزت الثلاثين ، ولم تتزوج فهي عانسا في حين ترى مجتمعات اخرى .

وغالبا ما يتعرض هؤلاء النسوة للإصابة بأمراض نفسية مثل الكآبة والتوتر نظرا لفقدان حياة الأسرة وافتقاد الأمومة ، كأحد العوامل الأساسية لهذه الحالة من الاضطراب ، وذلك على اعتبار أن العنوسة تؤدي إلى حالة من عدم الاستقرار النفسي على الأقل في أغلب الحالات .

وللاسف ان كثير من الزوجات التعيسات كن ضحية الهروب من قطار العنوسة، وفي هذا السياق ، فقد أثبتت العديد من الدراسات ، أن العانسات يعانين في الغالب من الإحباط والتوتر ، وذلك من خلال نظرة الناس لهن ، وما يثيره المحيطون حولهن من أسئلة عن الخطوبة والزواج ، سيما من صديقاتهن المتزوجات وأقربائهن .

وللأسف فأن الإحصائيات تشير الى ان أكثر العانسات هن ممن يحمل الشهادات الجامعية وممن انخرطن في الحياة الوظيفة، وخاصة ممن يعشن الرفاهية ، لأن المرأة منهن تعتقد أنها تستطيع الحصول على زوج في أي وقت تريد ! نظرا لشهادتها واستقرارها المادي ما يجعل منها زوجة مرغوبة !

ولكن ليس كل ما يتمناه المرء يدركه .

وقد أعاد الكثيرون الأمر إلى التغيرات الاقتصادية والاجتماعية التي أصابت المجتمع العراقي وأعتبرها سببا لعزوف الشباب والفتيات عن الزواج فضلا عن أسباب اخرى ، أهمها :

ـــ  ارتفاع معدلات البطالة .

ـــ  غلاء المهور .

ـــ  ارتفاع تكاليف الزواج كنتاج لعادات وتقاليد بالية .

ـــ  ارتفاع معدل التعليم بالنسبة للإناث ( وهو سبب غريب جدا ) .

ـــ  عدم توفير السكن المناسب .

والمعلوم أن ظاهرة العنوسة أدت لظهور ظواهر غير مقبولة اجتماعيا ودينيا تستوجب من المعنيين الأخذ بلحاظها ومعالجتها .

ورغم ان مشكلة العنوسة عادت مشكلة كبيرة ، الا ان الكثير من الناس لا يعرف السبب الحقيقي وراؤها والحل المثالي لها ، مع ان سببها الأول يكمن في أن نسبة الإناث أكبر من الذكور بكثير في العراق ، معطوفا على الحروب التي تحصد أرواح الرجال أكثر مما تحصده من النساء ، كما ان سببا اخر لها ، الا وهو أن البعض يرفض تزويج ابنته لأسباب عشائرية ، فلا يقبل مثلا من لا ينتمي لعشيرته الفلانية او إجبارها على شخص معين كأبن العم او أبن الخال ، او على شخص له أوصاف معينة كمسؤول او تاجر ما ، فضلا عن طمع البعض من الشباب في وظيفة الفتاة وراتبها .

واخيرا ثمة أسباب خاصة بأهل الفتاة وأخرى بها كغلاء المهور ورفض فكرة السكن مع أهل الزوج ووضع شروط تعجيزية امام الشاب كطلب الخادمة والسيارة ، وهو ما يحتم على المجتمع ان يدرك ان خطورة هذه الظاهرة واستفحالها سيكون سببا للانحراف وزيادة في فرص الضياع .

وليس لنا الا ان نحمد الله عز وجل ونشكره على إنعامه علينا بالإسلام دينا بما يمتاز به من سماحة وأفق بعيد بما لم يترك الإنسان سدى ، وخصوصا آياته المباركات التي تصلح أن تكون أنموذجا دائما وأبدا ومنها ...

ـــ ((يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً  وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ  إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا )) .

ـــ ((يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ ))

ـــ ((وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً  إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ))

ـــ ((هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ )) .

ـــ ((نساؤكم حَرْثٌ لَّكُمْ فَأْتُواْ حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ وَقَدِّمُواْ لأَنفُسِكُمْ وَاتَّقُواْ اللّهَ وَاعْلَمُواْ أَنَّكُم مُّلاَقُوهُ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ )) .

مروة حسن الجبوري