لا تخلو أي تركيبة أسرية ـــ بغض النظر عن كونها شرقية أم غربية ، متدينة أم مدنية ، كبيرة أم صغيرة ـــ من حدوث بعض المشاكل والإختلاف في وجهات النظر ، ولعدة مرات ، ولو بين بعض الأفراد دون سواهم ، باعتبار ان ذلك سنة اجتماعية ، فليس من يكون على مرام وذوق الأخر وعلى طول خط الحياة ، ونشدان الحالة المثلى في المعيشة الأسرية ـــ وحديثنا من وجهة تعاملية ـــ غير ممكن وليس من الحكمة البحث عنه ، وأن كنا نرجو حث الخطى نحوه وتحقيق تشكيل اسري متكامل .

وغالبا ما تنشئ المشاكل من أس واحد مفاده " لكلّ منا ميوله وسماته وصفاته الخاصة وبالتالي شخصيته المستقلة " والتي هي بالضرورة تختلف عن شخصيات الآخرين ، ومن ذلك أن الأب يحب شيء ما لأبنه غير ما يتمناه الابن لنفسه ، والزوج يحبّ شيئاً قد لا تحبّه زوجته ، وينسحب ذلك على باقي افراد العائلة .

والنتيجة ... ان المشاكل الأسرية لازمة متلازمة وغير منفكة مع أي أسرة ومهما كان مستوى تفكير إفرادها .

بداية ... علينا ان نفهم أن الاختلاف في وجهات النّظر والتباين في مستويات التّفكير هو السبب الأول لحالة التنكاف والتشاكل في الأسرة ، وكلما كان التباين اكبر والاختلاف اشد كانت المشكلة اعقد واصعب .

واحة المرأة في الموقع الرسمي للعتبة الحسينية المقدسة ارتأت ان تضعك أمامك سيدتي بعض حبات السعادة لعلاج ما قد يعتريك من مرض المشاكل الأسرية وهي أساليب مميزة في فض المشاكل الأسرية بل وعدم حدوثها ، وكما يلي :  

الحبة الأولى ...

لابد ان تؤمن الأسرة وأفرادها بأن سفينتهم لا يمكن ان تشق عباب بحر المشاكل ما لم يعين لها ربان وقائد واحد يرفع شراعها ويدير دفتها ويقرّر وجهتها ، وهو ما يلزم باقي افراد العائلة احترامه وطاعته والخضوع لأوامره فضلا عن قبولهم لتوجيهاته وتوزيعه للأدوار عليهم .

الحبة الثانية ...

لابد ان تؤمن جميع أطراف الأسرة بضرورة تصدير مفاهيم التحاور والنقاش والاستماع للأخر وتنمية مهاراتهم في ذلك ، لأن الحوار هو الوسيلة الأنجع في تمكين كل الأطراف من طرح وجهة نظرهم والاستماع لوجهات النظر الأخرى وسد ذريعة سوء الظن والفهم المستعجل لبعضهم .

الحبة الثالثة ...

لابد ان يعي جميع افراد الأسرة ضرورة أن لا يكون حل العنف موجود في القاموس الأسري ، وبالتالي حاجتهم للرفق والمرونة واللين في طرح مشاكلهم ، وليس غير ذلك .

الحبة الرابعة ...

ان تعتمد معاير وأسس ثابتة لحل كافة المشاكل ، ولا يمكن في كل الأحوال القفز فوقها ، وليكن مثلا أن أطراف الأسرة ليس لهم ان يطردوا احدهم خارج أسوراها وأسوار البيت ولأي سبب كان  ، فضلا عن ضرورة الابتعاد عن الحلول الارتجالية وتحييد المشاكل وتسليمها بيد رب الأسرة الذي يفترض ان يحمل مسبقا ملامح الحصافة في الرأي والرجاحة في العقل والبعد عن النزوات والأهواء .

وأخيرا ... نرجو لك  ولأسرتك حياة هادئة وهانئة .

منى كريم