السلام عليكم :

انا  ام لفتاة تبلغ من العمر 15 سنة وتعاني ابنتي من حالة العصبية والانفعال  بصورة دائمة ماذا افعل وكيف اتعامل معها ؟.

وعليكم وسلام ورحمة الله وبركاته:

اما بعد

اختي العزيزة :

ان العصبية  او الانفعال هو  حالة وجدانية عنيفة تصحبها اضطرابات فسيولوجية داخلية وتعبيرات حركية , وايضا حالة تأتي الفرد بصورة مفاجئة , او تتخذ صورة أزمة عابرة لا تدوم طويلا .

وتستثار الانفعالات بواسطة طائفة متنوعة من المثيرات ، بعضها فطرى ، وبعضها مكتسب أو متعلم من خلال المواقف الاجتماعية .وترتبط العصبية بانفعالات كثيرة، كالخوف والغضب وغيرها، كما أنها ترتبط بضغوط الحياة المختلفة، ولكن كثيراً ما يستخدم هذا المصطلح " العصبية" للتعبير عن سرعة الغضب، والغضب يمكن أن تحدثه مواقف معينة ، وكثيراً ما ترتبط مشاعر الغضب بالعدوان مثل نوبات الغيظ ، العراك والمشاجرة ، توجيه السباب والشتائم . وعندما تتعرض الفتاة لحالة الغضب تتوتر عضلات الجسم، بالإضافة إلى قيام المخ بإفراز مواد التي تسبب الشعور بوجود دفعة من الطاقة تستمر لعدة دقائق، وفى نفس الوقت تتزايد معدلات ضربات القلب، ويرتفع ضغط الدم، وتزيد سرعة التنفس، ويزداد الوجه احمرار لاندفاع الدم الذي يتخلل الأعضاء والأطراف استعداداً لرد الفعل الجسدي. وبعد ذلك تفرز المزيد من المواد وهرمونات الأدرينالين التي تطيل من مدة بقاء الإنسان في حالة توتر.

ويمكنك ان تستخدمي العديد من الطرق للتخلص من العصبية والانفعال وهي:

أمر النبي صلى الله عليه و اله وسلم الفرد الغاضب  بتعاطي أسباب تدفع عنه الغضب وتسكنه، وتمنع شره ومن ذلك:-

1. تغيير الهيئة : من القيام إلى الجلوس، وإلا فمن الجلوس إلى الاضطجاع .

2. السكوت : عن النبي صلى الله عليه واله وسلم (إذا غضب أحدكم فليسكت ). وهذا دواء عظيم للغضب او العصبية ، أن يحبس الإنسان لسانه ويجتهد في ذلك لأن الغضبان يصدر منه في حال غضبة من القول ما يندم عليه في حال زوال غضبه كثيرا من السباب وغيره مما يعظم ضرره ، فإذا سكت زال هذا الشر كله عنه.

3. الاستعادة بالله من الشيطان الرجيم

4. الوضوء

ومن الناحية الاسرية  والاجتماعية  ـ عزيزتي الام ـ يجب عليك توفير بعض الاساليب منها :-

1. الأمان، فلابد للفتاة من الشعور بالأمان في المنزل والأمان من المخاوف التفكك الاسري والأمان من الفشل في الدراسة.

2. الحب فكلما زاد الحب للأبناء زادت فرصة التفاهم معهم فيجب الا نركز في حديثنا معهم على التهديد والعقاب.

3. العدل في التعامل مع الأبناء فالسلوك التفاضلي نحو الأبناء يوجد ارضا خصبة للعصبية, لان العصبية وتوتر هي ردة فعل لأمر اخر وليست المشكلة نفسها.

4. الاستقلالية فلابد من تخفيف السلطة الأبوية عن الأبناء وإعطائهم الثقة بأنفسهم بدرجة اكبر مع المراقبة والمتابعة عن بعد، فشعور الاستقلالية شعور محبب لدى الأبناء خصوصا في هذا السن.

5. الحزم فيجب الا يترك الفتاة لفعل ما تريد بالطريقة التي تريدها وفي الوقت الذي تريده ومع من تريد . وانما يجب ان تعي الفتاة ان مثل ما له من حقوق فان عليه واجبات يجب ان يؤديها, وان مثل ما له من حرية فللآخرين حريات يجب إن يحترمها.

ولدينا عدة وسائل  للتغلب على  العصبية والانفعال والتوتر ننصح بها الفتاة وهي :

-   على الفتاة التي تعانى درجة كبيرة من التوتر والانفعال أن تسعى إلى جانب التقرب إلى الله سبحانه وتعالى ، والعمل بما أمره به ورسوله الكريم .

-       تحديد مصادر التوتر في حياتك، وأدرسي إمكانية القيام بأية تغييرات تجعلك أكثر قدرة على التحكم في الأمور.

-   تعلّمي كيف تحسنين استغلال وقتك بشكل أفضل، لأن معظم التوتر الذي يعاني منه الناس ناجم عن أعباء العمل المتزايدة، ولكي لا يكون العمل ضيعا وقابلاً للتغيير أكتب لائحة بأهدافك اليومية حسب أولوياتها ، وأشّر على المهام المنجزة لأن ذلك يعطيك الإحساس بأنك أنجزت شيئاً.

ـ       تنفّسي بعمق وبشكل متزايد للتخفيف من التوتر والعصبية

-       تجنبي تناول أية عقاقير مضرة تزيد من شعورك بالتوتر ، بما في ذلك العقاقير النفسية.

-   أعتني بصحتك وتناول طعاماً صحيّاً.

ـ   مارسي الرياضة بانتظام ، فالتمارين المنتظمة تساعد على تحريك واستخدام مقادير كبيرة من الأدرينالين (الناتج عن التوتر) و بالتالي تساعد على تهدئتك.

ـ   نامي جيدا في الليل وخذ قسطا كاف من الراحة ( 7 إلى 8 ساعات كل ليلة ) لمواجهة التوتر والعصبية ، فالحرمان من النوم على المدى الطويل يعرضك لمشاكل جسدية ونفسية.

ونسال الله التوفيق

الاستشارية زينب الوزني

ماجستير علم نفس تربوي