جاء السحر، وبدأت تتباهى إحداهما على أُخراها

إنهما نسمة الصيام، ونسمة الجهاد

يُحدِثن كثافةً في هواء الميادين

يتسابقن الى روح ذلك المجاهد

تغار هذه من تلك إن سبَقَتها، فعند المجاهدين فليتنافس المتنافسون..

ناداه سَحَرُه:

"اشرب الماء وعجّل" للقتال

"إمساك" عن الحياة الدنيا

جَدّد نيّته: من طلوع الفجر الى غروب الشمس

تبيّن خيط "اللحاق" الأبيض، من خيط "الدَنيّة" الأسود

صام، فصام سمعه عن نداء الدنيا التي تُنمّق له بكلامها، وتبدأ بعَدّ ملذاتها، ثم تردف واصفةً تقاسيم وجهه الفتيّة التي يستغربها الموت ويقف عندها لحظات ليصدّق أنه جاء قابضاً لروح صاحبها، ثم يستدرك قابضاً.. إنها تُذكّره بحلو شبابه.. لكن السمع آخذٌ بالصيام.

أليست الدنيا "أُمّنا" ولا نلام على حبّها كما يقول امير المؤمنين عليه السلام؟ فما به قد أشاح ببصره عنها؟! صام بصره، صام حتى عن النظر لأُمّه! تستعرض أحلام الشباب أمامه بصور تسرّ الناظرين.. إلا ناظرَيه

 صام كل شيء فيه، صامت كل جوارحه

حان الآن موعد أذان المغرب

الله أكبر .. الله أكبر

إلهي.. عليك توكلت، وإليك أتيت

ثبت الأجر، وجف مجرى العروق 

وعلى رزقك أفطرت شهادتي

 

زهراء حسام الشهربلي