التحقت " فاطمة " بالصف الأول متوسط في مدرستها الجديدة " متوسطة عقيلة بني هاشم " ، لتطلب مُدّرستها منها ومن باقي الطالبات أن يملئن بطاقاتهن المدرسية بمعلوماتهن الشخصية .

          بدأت " فاطمة " بملء بطاقتها الشخصية كما أرادت مُدّرستها منها ذلك ، لكنها تركت فيها حقلا فارغا ! ذلك الحقل الذي كان يسأل عن مهنة الوالد ، لتسلمها منقوصة منه ، ما دفع المُدّرسة لملاحظة خلو احد الحقول عن بياناته ، لتسألها عن ذلك ، وهو ما جعل "فاطمة" تطأطئ رأسها وترسل دموعها مطرا مدرارا .

رفعت المُدّرسة رأس فاطمة بين يديها بحنان ، وسألتها وهي متأثرة :

ـــ       لمَ البكاء يا " فاطمة " ؟

لترد " فاطمة " بصوت حزين :

ـــ       لأن والدي قد استشهد في أحدى معارك تحرير محافظة الأنبار ، ولم يعثروا بعد على جسده الطاهر .

فهمت المُدّرسة سبب خلو الخانة الخاصة بمهنة الوالد ! لتّقبل رأس " فاطمة " وتمسح عليه بيدين حنونتين قائلة :

ـــ       حبيبتي " فاطمة " .. لا تطأطئي رأسك ، بل ارفعيه عاليا ، فأنت ابنة الشهيد البطل ، وحسبك ذلك أعظم مهنة بالوجود .

 

سجى السعيدي