ليلٌ و بيداء

 

ارتفعَ القمر، لِيعلنَ انتصافَ ذلك الليل الذي استفاقَ من صدمتِهِ برؤية تلك الواقعة، توجه بظلامهِ إلى بيدائهِ سائلاً:

أين بدور الأرض التي سَبّحَتْ على ثراك؟

اين آيات الله التي تناثر حبرها في فنائك؟

بل أين مصحف الباري المقطع برحبكِ

أين المصارع ... وأين الأجساد... هناك سورة إختفتْ مع حروفها ترى اين هي؟ 

أين الارواح التي اجتمعتْ حولها ملائكة السما؟

وبينما يُسائلُ بشموخهِ المكسور تلك السويعات التي أخذتْ من سكونه لتضيفَ لها ضجيجَ العبادة في يوم وضجيجاً آخر لم ينصتْ له سواه، ضجيج سكون أحزانهم وهدير دمعاتهم الحارقة،

انتفضتْ الصحراء لتضعَ مرهما على جراحه النازفة ظلاما بالرغم من وجود القمر فله قمر اختفى معهم:

اما سورة النساء فقد اركبوها على الهزل ومعها آياتها

واما تلك الأجساد فقد وارها من له الحق فقد بدفنها

و أما الأرواح فقد سَمَتْ والتحقت بركبها السماوي

نعم أيها الليل افتقدهم مثل فقدانك بل واكثر بكيتهم برمالي الثائرة،  واحتضنت جسومهم، وودِعْتُهم بين ذراتي ولولاهم ما إنْفَتحتْ ابواب الجنان لِتَمدني بعبقها وأكون قطعة منها بل وأزكى.

 

ضمياء العوادي