وعادت ذاكرة الفجيعة لتطبع على شفاه الفرات ملامح العطش 
وعُدنا يا أبا الفضل نستسقي جودك فقلوبنا ظمأى وصدورنا تشهق بالحسرة

وعيوننا أرخت أجفانها لسيل الدموع ..

فأكفل ارواحنا التائقة لزيارة مرقدك المحفوف بأنين الوافدين ..

وبدموعهم ..

وبنداء تردده الضمائر الحية ...

يتكسر صداه على أعتاب سيفك .. 
حينما قال الحسين عليه السلام " (ألا من ناصر ينصرنا ) "؟

حينما نرحل بأرواحنا صوب الفاجعة .. نسمع صهيل الخيل واستغاثات الصغار وآهات سيدات بيت النبوة

وهم يستسقونك شربة ماء..

ندرك حينها أن قِربتك اثقل من الجبال وإن ما اخترقها من السهام خلف في قلبك وجعا وحسرة
عجبا كيف لم تثنك السهام التي نفذت إلى جسدك الطاهر عن نصرة أخيك ؟
وعجبا كيف صفعت وجه الظلم وانت مقطوع الكفين؟
لكن .. !!

كيف أعُجب وأنت العباس ؟
وهل يعجب ظلام الليل من نور القمر؟
كيف أعجب وأنت أبن علي عليه السلام

يد الحق الضاربة بالسيف

ووجه الرحمة الذي يعكس نور الله في الأرض 
كيف أعجب وأنت أبن من ربتك وأدخرتك .. ليوم نصرة أخيك الحسين عليه السلام

كيف اعجب وأنت أبن من أخذت العهد منك .. بأن تفدي بروحك روحه الطاهرة
فسامح عجبي وأكفل كل روح لاذت إلى جوار مرقدك يحدوها العزاء

حينما يقرع في قلوبهم طبل النبض

فتتوحد الأكف مرفوعة باتجاه قبتك الشماء

تُلوح أبد الدهر بأن أرواحنا لك الفداء ...

ومنائرك التي ترسم على وجه السماء حدود كفيك المقطوعتين .

 

إيمان كاظم الحجيمي