بعدما أيقنت بأن خط حياتي قد رحل الى موطنٍ خالٍ من الأحاسيس ؛ مستمعا لكلمات العقل المخذول بوعيه تحت اقدام العاطفة .

وبعدما ادركت ان للقلب غصص استعمرت كواليسه وهاج بها نبضه المتلعثم بعدما سفكته وردة حمراء وحيّدته عن السبيل السواء .

فها هي جفوني تراق امام عتبة نيلك كلما خلوت بوحدتي ؛ فقليلا من عمر عيوني يفسد نور ليلي ويهبط علي بظلام معتم لا سبيل له علي غير المنام ؛ حتى صير الصباح بعده مشمس بشحوب وبهتان .

وها أنا قد عدت للتو الى موسيقاي الظامئة للدم الذي يحمل ببوتقة شرايينه حرى أنفاسها التي لم تهجرني وأن كنت اعتقد أني جدير بوعود  اللاعودة  لها ، رغم أن فيها لحن حزني وسر انتمائي الذي يؤرقني إقبالها علي بآلامها المستبدة صافعة بذلك وحشة لياليي بما يفيق في جروحٍ بضماد فاقع وحرارة لم تبرد ونغمات سطرتها أنامل ميتة من حرارة الإنسان بنبضه البطيء المتكاسل .

 

بها الصفار