على درب من شوك ؛ تجر أذيال عباءتها والقلب يضم الأسرى و الروح بين رمال الطف هائمة الدمعة ؛ تحبس بالمآقي ؛ تأبى أن تذرف لعلها كدم الرضيع مكانها هناك في السماء حيث تشكو حالها للمصطفى .

عين على الرأس المرفوع على القنا وعين على الجسد المعفر بالتراب ! وعيون القوم شاخصة في خوارج ثاروا على ولي أمرهم ، ومن يكون ولي النعمة هذا ليس إلا عربيد زنديق قرين للقردة تطاول على أسياده وذي القربى ؛ وهتك حرمة الإسلام وقتل سبط خاتم الأنبياء .

يا قوم ... نحن ذي القربى ، أما أوصاكم عنا النبي القرشي الهاشمي ؟

نحن المخدرات ، بنات أمير المؤمنين علي ، ما بالكم يا معشر المسلمين ؟ تنكرتم و آل أمية بايعتم ... هذا حسين سيد شباب أهل الجنة ؛ مقطع الأوصال في العرى ورأسه على القنا ... هذا العباس قطيع الكفين ... هذه زينب فخر المخدرات تساق الى قصر أرذال الأمة .

في ذلك القصر الدموي المنجس بالأنفاس الأموية ونفاق الشيوخ والشعراء وكتاب التاريخ ، تقف عقيلة الهواشم تصفع يزيدهم الحاقد المنتقم لأشياخه ببدر ، كحمزة هي ... تهابها أشباه الرجال ، وكعلي هي في شجاعتها وإقدامها ... غيرت المفاهيم وقلبت الموازين .. لم تمكنه من تزييف التاريخ ووأد الثورة الحسينية .. صرخت بوجهه وأوصلت للعالم قصة عاشوراء .

كذبت يا لعين ... نحن لسنا خوارج ... نحن بقية الرسول .

 

زينب حمروني