كلما أقترب عاشوراء ...

اقتربت دمعتي الساكبة وأحدقت بي اللوعة واستعمرتني أخيلة الفاجعة ...

أنين يعتصر الفؤاد وصراخ يخنقه الكبرياء لسيدة اختارت لها السماء أن تكون على الأرض حوراء .

تتوالى عليها الجروح كسهام فاتكة ترشقها أيادي حقد في حربٍ ضروس !

تهاجر بجراحها وببقايا روح أنتزعها ألم الفقد ومرارة السبي .

رحلت و ما رحلت !

فأي قلب يذر جسد الحسين محزوز الرأس دون أن يستودع أمانه قرب أشلاءه الطاهرة التي تُزاحم نور الشمس بوهج ضياءها ، فما بهتت رمضاء كربلاء

وما أظلمت بعد أن احتضنته فوق أديمها ثلاث ليالي لتواريه الثرى إلى يوم يبعثون ؛ فتظل ذكراه شاخصة كملحمة حياة وموت ..

بل حياة وخلود ، فأنى للصبر لا يجزع

وأنى للقلب لا يخشع والعين كيف لا تدمع ؟

وعاشوراء حاضرة في دمعة الثكلى ..

في نظرة حزن ترسمها عيون اليتامى في سفر الشهداء نحو عروج السماء ...

حاضرة كأنها بانوراما تسترعي أنظار العالم لتحيل سطوة الظلم إلى قصة مظلوم أنتصر للإنسانية جمعاء  .

 

إيمان كاظم الحجيمي