طوى الكتب سريعا ، لم ينتبه لوضع علامة للصفحة التي كانت تحت ناظره .. لعله لم يجد فيها جديدا يهمه ! كان حديثا عن القوارير كما يسميهن رسول الله وبعض صفات تلك الريحانة ..

قفزت عيناه كثير من الكلمات ! بحثا عن زبدة الموضوع .. ترى هل حاول فهمها او فهم ما كتبته يد العصمة ؟

ﻻ اعتقد ، فالحياة تعج بأمور كثيرة وهو يؤمن كل الأيمان بدور المرأة في بناء المجتمع وتحملها لتنشئة جيل في ايام الحروب ، وقد يغبطها على تلك الصلابة والتحمل الذي اعتاد على رؤيته ظاهرا .. ولكن .. قوارير ! ريحانة ! و " قول الرجل لامرأته احبك ﻻ يذهب من قلبها أبدا " ! .

هذه كلمات لم تستوقفه أبدا !!! لهذا كانت تبكي كل ليلة .. حين تنجز واجباتها .. وواجبات مع واجباتها .. وتتكلف امامه القوة .. ثم الضعف حيث يجب .. فهو يريد حواء تتكيف بألوان مزاجه فهذه علامة ان تكون جيدة ولائقة بمثله !

لم تخبره أبدا عن تعاستها ! عن حيرتها أمام متطلباته ! عن استهلاك روحها لتليق بحلمه ! حتى جاء ذلك اليوم ؛ حين قررت ان ﻻ تخفي عنه تحطم تلك القارورة ! وسحق تلك الريحانة ! وتمزق ذلك القلب !  .

مثلت امامه بلا تورية ! وﻻ قناع ! وﻻ رعاية لرغبته ! شعرت ان الوقت قد حان ليعرف الحقيقة ؛ ويكف عن جهله ! ...

رآها ، ففاض جزعا .. أختل ميزان تقديره لنفسه ! يبدو انه قد فاته الكثير من الحقيقة حين لم يقرأ كلمة قوارير بما يليق بهن ! .

لبنى مجيد حسين