ها قد جئتك أرتحل ألمي وخوفي وعجزي وكل ذنوبي ...

أقف على بابك .. أرتجيك أن تأذن لي بالبوح لك ؛ يا من سمعت صراخي الصامت وأنين فؤادي ودويّ اختلاج روحي .

جئتك بعدما يئستُ من عدالة البشر ومن مباغتة القدر .

جئتك لتكون سبيلي إلى الله ؛ فلا سبيل اليه أدل منك .

جئتك ؛ أحسب نفسي تائهة في دهاليز الحياة دون قصد ؛ ودون وعي ، وربما دون معرفة بالحق ! عدا معرفتي بأنك الحق الذي لم يغب ولن يغب نوره عن ظلمة وحشتي وظنوني .

جئتك بعد ان خلّفت ورائي كل ما يثير رغبتي في الدنيا وغرورها ؛ وكأني من الأموات الآملين بالعودة ليتدبروا أعمالهم ببصر من حديد وعقل أطلع على عالم آخر وروح قاست عذاب غفلتها وارتكابها ، فأنا أمامك لا أجرأ أن أبرئ نفسي أو أبرر اقترافي ولا حتى أزين ثوب ذنوبي بتوبة تتأرجح بين القبول والرد ؛ لأني لا أعلم موضع قدمي أن كانت فوق أرض صلدة أم على رمال رخوة تبتلعني في جوفها المخيف .

وما جئتك إلا بأمل أن تقبل هروبي من نفسي أليك ؛ ومن خوفي لأمنك ؛ ومن جزعي لصبرك ، ويأخذني التوق لعبوري إلى ضفاف طهرك وقداستك ؛ فاقبلني من اللائذين والمستجيرين بحرمك سيدي يا حسين .

ايمان كاظم الحجيمي