ما تمنحه الطبيعة من شعور بالراحة وتجديد للنشاط ونظارة للعين ، وهو امر مفروغ من صحته ولا يختلف فيه اثنان ، عدا ما تمنحه من استرخاء للبال وإراحة للتفكير ، إذ تؤدي البيئة الخضراء أثرها على صحة المتلقي بل وحتى نفسه ونفسيته ، فضلا عما تمنحه له من شعور بالجمال .

وبتطور الحياة العمرانية وارتفاع منسوب الذوقية فيه ، بات فن تنسيق الحدائق ولا يستغنى عنه من ينشد الهدوء والطمأنينة ، إذ أنه من الفنون الممتعة التي تتطلب مستو عالي من الذوق فضلا عن المعرفة التامة بالطبيعة والزراعة والمناخ والطقس وأنواع النباتات ومواسمها وأشكالها وبيئات نموها ، بل والذوق في التنظيم وخصوبة التخيل من خلال الربط والتنسيق بين محتويات الحديقة .  

كما تعد الحدائق المنزلية العنصر الأكمل لديكور البيت ، والعناية بها له مدلول على ذوقية صاحبة البيت وأفراد عائلتها ، لأنها واحتهم الغّناء التي تمكنهم من التخلص من كتامة الجدران الكونكريتية .

وتمنح الحديقة المنزلية ؛ البيت واجهة رحبة بل وتبرز جماليته ، فضلا عما تمنحه له من ظلال ولطافة في جوه من خلال تنقيتها له من الأتربة والأدخنة وغير ذلك ؛ كونها تعمل عمل كاسر للعواصف التي تضرب البيت ، مع تثبيتها لتربته .

ويمكن ان تحتوي الحديقة ما يلي :

واختيار الموقع الخاص بالحديقة أمر بالغ الأهمية ، إذ لابد ان ينتخب مكانها بشكل يراعي عناصر نجاحها ، وكما يلي :

ـــ       الشمس :

لابد ان تتعرض الحديقة لأشعة الشمس ؛ لأن نباتاتها لا يمكنها العيش بدون الشمس ، وهي التي تكسبها اخضرارها ، فضلا عن تبديدها للرطوبة التي قد تؤثر سلبا على أرضيتها او حتى جوها .

ـــ       التربة :

اختيار التربة الجيدة هي العنصر الأهم في ضمان جودة الحديقة من حيث النباتات ، إذ أن معظم الترب التي تحيط بالمنزل غير مجدية لهذا الغرض لأنها مستهلكة ، مما يحتم علينا انتخاب أتربة خاصة ومنها التربة المزيجية التي غالبا ما تكون غنية ببعض المواد فضلا عن تشبعها بالماء ، مع إننا نستطيع ان نُحسّنها بإضافة بعض المواد المهمة لها خصوصا العضوية والأسمدة كنوع من التغذية لها بما يعينها على الاحتفاظ بالماء ويسمح لها بالتهوية .

ـــ       النباتات :

ولأن النباتات هي الأهم في الحديقة ، ما يستلزم انتخابها واختيارها بشكل دقيق وذكي ، بضمان لا تعارض بينها مثلا ، او احتياج بعضها للبعض الأخر ، والتوافقية بين كمية الماء المقرر لها وحاجتها وربما ظلالها ، فضلا عن ضرورة تنوعها وتنسيق مواقعها بما يمنح الحديقة مساحة وتنظيما مقبولين .

 

غادة العلوي