(( ثم شققنا الأرض شقا ( 26 ) فأنبتنا فيها حبا ( 27 ) وعنبا وقضبا ( 28 ) وزيتونا ونخلا ( 29 ) وحدائق غلبا ( 30 ) وفاكهة وأبا ( 31 ) متاعا لكم ولأنعامكم ( 32 ))  (عبس ـ 26ـ32)

النفس البشرية ميالة بالفطرة لمناظر البهجة والسرور سيما تلك التي أنعم الله جل وعلا بها لينا، ومنها الطبيعة ، التي لها اسقاطات ايجابية على النفس البشرية، لا اقلها الاسترخاء والهدوء ، فضلا عن أنها تمنحه قدرة على التفكير السليم ونشاط وحيوية وإنشراحة في الصدر وأخيرا ـ ومن خلال كل ذلكـ منحتها له بالصحة .

لذا فأني أجزم أنك تتفقين معي في أن تنظيم الحديقة المنزلية وترتيبها وتنسيقها، يّعد من أولوياتك واهتماماتك التي لا تقل شأن عن جزئيات البيت الأخرى ، وللاستزادة بخصوص ذلك تفضلي علينا بمتابعة هذه الأسطر ، فلعل فيها ما يمكنك الاستفادة منه  .

الحديقة المنزلية ... الأهمية ...

بيئيا وصحيا ، فأن للخضرة دور كبير في الحفاظ على البيئة من التلوث، فضلا عن مدها للظلال، ورفعها لمستوى الرطوبة، وتنقيتها لأجواء البيت، وتقليلها للضوضاء، وتعديلها لدرجة حرارته، وتخفيفها من سطوة الأتربة، واخيرا جانبها الجمالي الذي له الأثر الكبير في إثراء البيت بعنصر الذوق، وللحدائق دور اخر يكمن في توثيق علاقة الفرد بمحيطه الطبيعي ( لا الصناعي )، إذ إن الإنسان ومن بدء الخليقة قد اعلن عن حاجته لسكنى تستكن فيها عذابات روحه وتهدأ فيها نزاعات نفسه وتطمئن اليها ثورات أحاسيسه وتقلبات وجدانه ويسترخي فيها قلبه من تقلبه ، فكان من ذلك الماء والخضراء .

لذا ، وبناء على هذه الأهميات ، فقد عدّت الحديقة وطن مصغر ، ولكي يكون لديك هذا الوطن ـ سيدتي ـ عليك ان تتقني فن تهيئة الحديقة وتنسيقها، كونها من الفنون الجميلة التي تتطلب ذوقية عالية ومعرفة كبيرة بالنباتات وأشكالها وطبيعة نموها ومناخاتها وطرائق زراعتها وأماكنها المناسبة فضلا عن ما يخص ذلك من اتربة ومصدات وواقيات واسمدة وأخيرا القدرة على ربط كل ذلك بما يوصلك للشكل الجميل والنهائي الذي ترغبين فيه .

وعليك ان تعي ـ سيدتي ـ أن أهمية الحديقة المنزلية باتت من الضرورة بمكان، كونها تعد اليوم من مكملات الديكور المنزلي ، وبقدر اهتمامك بها، ستعلنين عن ذوقك ونظافتك ، إذ أنها ملمح جميل من ملامح المنزل خصوصا إن كانت في واجهته، إذ يستفاد حينئذ منها في توفير الظل البارد للمنزل وحمايته من الشمس وتلطف اجوائه وصد الأتربة والملوثات عنه خصوصا الصناعية منها بتنقيتها له، عدا إنها بحكم الواحة المنزلية التي تتيح للعائلة قضاء اوقات هادئة فيها لتناول الشاي والقهوة بين افيائها، ناهيك عما تمنحه من افق واسع وخصوبة فكر لمن يريد ان يستغلها في الكتابة او الرسم بل وحتى العمل فضلا عن كونها مكان هادئ ومأمون للعب الأطفال .

الحديقة المنزلية ... العناصر ...

  كي تكون حديقتك جميلة ومنظمة وغنّاء ، عليك مراعاة لوازم ذلك من عناصر ومكونات ضرورية وكما يلي :

1.   مدخل الحديقة ( الباب )  .

2.   الأرضية ( الثيل ) .

3.   السور

4.   الممرات .

5.   منصات ومناضد الجلوس .

6.   الإضاءة والإنارة .

7.   الباحة .

8.   النباتات والمزروعات .

9.   السندانات والأقفاص والأكواخ .

10. السقي وتوزيع خراطيم الماء .

الحديقة المنزلية ... التصميم ...

لتصميم حديقة منزلك ـ سيدتي ـ عليك البدء بإعداد تصميم أولي للحديقة وليكن على الورق بالمرة الأولى قبل تنفيذه على ارض الواقع، على ان يتناسب تصميمك مع طبيعة الأرض ومساحتها وموقعها وطراز بناء المنزل، ثم اشرعي بالخطوات التالية :

1. تهيئة التربة :

ويكون ذلك من خلال حرثها وتغذيتها بالمكملات واختيار تربة ذات نوعية جيدة ( حسب طبيعة مزروعاتك ) ، ثم ريها بغزارة  .

2. الزراعة :

يمكنك زراعة ما تجدينه مناسبنا ومتناسقا مع مزاجك وحاجتك وديكور منزلك ، وفي هذا الصدد يفضل زراعة الأشجار الكثيفة التي تمنح المكان فيئ كبير ، فضلا عن زراعة الأرضية بالثيل وبعض الشتلات الموزعة بشكل أنيق، ويفضل تنويع الحديقة بالمزروعات سيما تلك التي تثري التربة بالخصوبة كبعض الخضار على ان تضعي النبتات التي تحتاج لعناية خاصة قرب المنزل وبمرمى العين لئلا تنسيها بالعناية .

3. الديكور :

يمكنك صناعة شلالات افتراضية ونافورات واسيجة من سلاسل ، وممرات واكواخ وبرك اصطناعية فضلا عن الزخارف التي تضفي على المكان بهجة الطبيعة وسحرها .

4. مكملات اخرى :

يمكنك تجهيز الحديقة ببعض اقفاص الطيور سيما البلابل والحمائم ذات الألوان الزاهية واسماك الزينة على ان تراعى في كل ذلك طبيعة المناخ ومتطلباتها .

ايمان عبد الواحد خلف