تعد عمليات التجميل في عصرنا مطلبا يناغم شغاف قلوب الجميع وهاجس يراود الصغير قبل الكبير, على اعتبار أن الاهتمام بالشكل من الكماليات التي يجب أن تتزين بها ملامح وتفاصيل شخوصهم, ألا أن الملفت للنظر؛ أن في عصرنا الحالي أصبحت من الضروريات والاساسيات التي تستند عليها حياة بعض الأشخاص فتحولت فكرة عدم مقبولية الشكل وانتزاع الوان الجمال من ملامح البعض إلى هاجس يقلق تفكير المرأة والمجتمع معاً.

يوضح ويجيب الدكتور وسيم طربوش أخصائي الجراحة التجميلية والتصنيعية في مستشفى زين العابدين عن بعض أهم التساؤلات الواردة حول عمليات تجميل الوجه وخصوصا جراحة الأنف التجميلية:

-تقسم عملية تجميل الأنف إلى قسمين من حيث ضرورة اجراؤها أو على الأقل تأييد المريض على رغبته في الخضوع لهذه العملية. فهناك من يحتاج هذه العملية بسبب عدم تناسق شكل الأنف مع الوجه حسب القياسات الطبيعية؛ كعدم تناسق قاعدة الأنف مع مستوى العينين, أو طول الأنف الغير متناسب مع طول وشكل الوجه, أو ووجود زوايا في الأنف تشوه شكله, أو بروز عظمة الأنف, وفي النهاية قد لا تعد هذه الأسباب عيوب تستوجب الجراحة ألا أن الحالة النفسية للشخص ورغبته في التخلص من أحدى هذه الأسباب تدفعه لإجراء هذه العملية.

أما القسم الثاني من الأسباب التي تستدعي هذه الجراحة هي تعرض الشخص لإصابة في الأنف ككسر عظمة الأنف نتيجة شد خارجي, أو التعرض لهجوم حيوان, أو وجود أورام حميدة أو خبيثة على الأنف, أو أي إصابة تغير من شكله الخارجي أو تسبب أضرار داخلية وفي هذه الحالة تكون الجراحة الترميمية أو التصنيعية ضرورة لاستعادة شكل الأنف ومعالجة سببالإصابة.

 

-بعد سن الثامنة عشر يكون الإقبال على هذه العملية موزعا تقريبا على كافة الأعمار فالشباب حاليا هم الأكثر أقبالا وهوسا بالتجميل, حيث أن  قبل سن الثامنة عشر ممنوع إجراء أي عملية تجميل لأن من المفترض أن تكون الجراحة التجميلية عموما قائمة بناءً على رغبة المريض وقناعته وقبل هذا السن لا ينبغي أن يكون قرار التجميل رغبة أحد أفراد عائلته مثلا , كما أن بعد هذا السن يكون الشخص مكتمل النمو لذا من الأفضل تحديد مكامن التدخل التجميلي في هذه الفترة.

 

-أجريت في أمريكا دراسة متكاملة بخصوص الخاضعين لهذه الجراحة ونسبة تقبلهم للنتيجة؛ لشرائح عمرية مختلفة لمعرفة تأثير نتائج الجراحة التجميلية فوجدوا أن فئة الشباب الذكور ما بين  20- 22 لا يرضون أبدا مهما كانت النتائج حيث نشرت هذه المعلومة في الأوساط الطبية. ولاحظنا ذلك في مجتمعنا فعلا مع إننا نشرح للمريض بالتفصيل نتائج العملية حيث أن الأنف مكون من ثلاثة أركان أساسية هي العظم والغضروف والجلد وفي الجراحة يكون العمل على العظم والغضروف أما الجلد فغالبا ما يتحكم بالنتيجة في حال كونه سميك فلا تظهر النتائج واضحة كما في حال الجلد الرقيق الذي تبدو معه نتائج العملية في وقت أقصر وأكثر وضوحا ونجاحا.

 

-تزورنا بعض الحالات التي ترغب بإجراء جراحة تجميلية للأنف مع أن في الحقيقة حجم الأنف ليس كبيرا ولا يحتاج لتدخل جراحي. كل ما في الأمر أن الوجه وبسبب ما كالرياضة أو المرض مثلا صار نحيفا جدا مما يبرز شكل الأنف بحجم كبير وفي هذه الحال نقوم بإجراءات أخرى للوجه تحل من مشكلة نحافته فيستعيد الأنف بذلك تناسقه مع الوجه.

 

 

-قد يعتقد البعض أن جراحة الأنف تتصدر قائمة جراحة الوجه التجميلية من حيث الأقبال عليها؛ لكن في الحقيقة تتصدر جراحة شد الأجفان في الآونة الأخيرة على مسألة جراحة الأنف خصوصا عند السيدات وبعد سن الأربعين تقريبا بسبب ظهور التجاعيد حول العينين. وفي بعض الحالات وكنتيجة للعامل الوراثي أو جفاف الجلد فقد تظهر التجاعيد والترهلات في فترة مبكرة أي في عمر الخمسة وثلاثين فما فوق. لذا من الضروري أن أنصح السيدات حول هذا الموضوع بأن يتجنبن السهر والتوتر وفرط استخدام أجهزة الموبايل, وأن يتناولن كميات مناسبة من الفاكهة والخضار فضلا عن شرب كميات جيدة من الماء, وترطيب الجلد الجاف واستخدام واق الشمس.

 

إعداد واحة المرأة

د. وسيم طربوش

مستشفى زين العابدين