بحكم تعقد الحياة وصعوباتها ودواعي التنافس المعيشي والاجتماعي والغلبة فيها ، بات الفرد منا في صراع وحراك لا انقطاع له ، حتى ان شعورنا بالإرهاق بات هو الأخر أمر شائع جداّ .

وقد شاع مؤخرا مفهوم "متعب في كل وقت" وما يرمز له طبيا بـ (TATT) كمرض شائع ومزمن ، وهو ما دفع الأطباء بالتأني في كثير من الأحيان بخصوص إجراء عملياتهم سيما الكبرى منها لمن يحتاجون إليها وهو يعانون من التعب ، حتى بات التشكي من الإرهاق والإجهاد السمة الأبرز في المستشفيات ، سيما وأن ذلك مؤشر لدى إدارات المستشفيات وأطباؤها على أنه منعرج صعودي دائما وابدا .

وحسب مختصين من الكلية الملكية للأطباء النفسيين ، فأن " واحد من كل خمسة أشخاص شعر بتعب غير عادي " و " واحد من كل عشرة أشخاص يشعر بتعب لفترات طويلة " ، و " النساء أكثر شعورا بالتعب من الرجال " .

كما وأن هناك إمراض كثيرة يمكن ان تكون من دواعي شعورك بالتعب ، فبالإضافة الى فقر الدم ومشاكل الغدة الدرقية ، هناك إمراض اخرى كالسكري والحساسية تجاه بعض الأطعمة .

لذا ، فعليك ان تعلمي سيدتي أن زيادة الوزن أو نقصانه قد يسبب لك شعورا بالتعب ، كما ان الحمل هو الأخر قد يستنزف طاقتك بالأخص في الأشهر الثلاث الأولى من الحمل .

وثمة سبب اخر للتعب ، وهو السبب النفسي وبالأخص القلق الذي يسبّب الأرق ، وهذا بدوره يؤدي إلى التعب المستمر ، حيث بينت دراسة علمية صادرة عن الصحة العقلية أن " 31 % من الناس يعانون الحرمان من النوم وبشكل شديد بدواعي وظيفية او أزمات مالية " ، ناهيك عن الترابط الواضح بين الأرق وانخفاض الطاقة .

ولا ننسى ان للهموم والأعباء الحياتية المرهقة بل وحتى الايجابية منها ـــ كالزواج والانتقال الى محل سكن جديد ـــ قد يكون سببا في التعب ، فضلا عن الصدمات العاطفية الناتجة عن استقبال الأخبار السيئة والفجائع ، وهو ما قد يشعر الفرد بأنه مستهلك ومستنزف جدا .

وهناك أسباب اخرى يمكن ان تساهم في استبداد الشعور بالتعب ؛ منها ، نمطية الحياة السلبية كإدمان الخمور أو اتباع حمية غذائية سيئة

  وعلى الرغم من ان الشعور بالتعب الدائم بات أمرا اعتياديا ، الا انه من المؤكد أمرا غير طبيعي ، وهو يستلزم مراجعة الطبيب والألتزام بتوجيهاته ، فضلا عن إلتزام العلاج اذا اقتضى الأمر .

أسراء العامري