يسعى مركز الإرشاد الأسري إلى التواصل الدائم مع الأم والأب؛ وذلك لمساعدتهم في توضيح المنهاج الذي يجب أن يعتمده الوالدان حينما يكرمهما الله سبحانه وتعالى بنعمة (الأطفال), وثمة نصائح كثيرة من الواجب طرحها لتبيان أنجح الطرق في التعامل مع الطفل.

هناك بعض النقاط التي تعد مهمة في تربية الطفل إلى جانب الاهتمام بأبسط تفاصيل حياته، فبعض التصرفات السلبية عند الطفل وفي لحظة اقترافه خطأً تكون لها آثارها على الأهل فيبادرون باتخاذ الإجراء اللازم والذي غالبا لا يكون صحيحاً على تربية الطفل كونه نتيجة غضب وتسرّع, دون ان ينتبهوا إلى مراحل عمر الطفل والتي من المعروف أن كل فترة نمو لدى الطفل يرافقها تغييرات فسيولوجية .

لذا فقد تختلف أدوات التعليم وأساليب التربية من طفل لآخر بحسب الظروف، فهو بحاجة إلى معرفة الخير من الشر من خلال تقديم النصح والإرشاد من قبل أبويه، فعليهما أن يعلمانه موارد الخير ويحثاه على العمل به، ويبصرانه بالشر ويحذرانه منه.

ويجب أن لا ننسى مجموعة الأوامر والنواهي الصادرة من الوالدين حين تنفيذهما للواجب التربوي المقدس تجاه طفلهما، دون أن يغيب عن البال أن هذه الأوامر والنواهي يجب أن لا تتجاوز الحد المعقول

أي ان لا تصل إلى حد الإهانة وجرح شعور الطفل والذي قد يؤدي بدوره إلى نتيجة عكسية.

حيث أن البعض من الآباء يحاولون التدخل في سلوك الطفل بدرجة كبيرة، ظناً منهم بأنهم يحسنون تربيته، إلا انهم يسببون الجزع والملل لهم ولطفلهم

ومن باب تقديم النصيحة.. إذا كان لطفلكم سلوكاً غير محبّذ فيرجى من الوالدين أن يرشدانه إلى الطريق الصحيح بأسلوب هادئ بحيث أن لا توجه إلى شخصيته إهانة أو تحقير، وذلك لأن الاكثار من توبيخ الطفل وتوجيه اللوم والتقريع إليه والاصرار على ذلك العمل المقترن بالإهانة يسبب ضعفاً في شخصيته مع التحطيم النفسي، وهذا مما لاشك فيه لا يؤدي إلى اصلاح الطفل بل سيزاول إصراره وعناده والاستمرار في أفعاله السيئة ومخالفة نصائح والديه، وخير من يحدثنا في هذا الموضوع سيد البلغاء وامام المتقين الإمام أمير المؤمنين ( عليه السلام ) بقوله: " الْإِفْرَاطُ فِي‏ الْمَلَامَةِ يَشُبُ‏ نِيرَانَ‏ اللَّجَاج‏"

تحف العقول : ص84

 

مركز الإرشاد الأسري / العتبة الحسينية المقدسة