من المهام المقدسة للأم هي تربية الطفل، وهذه الوظيفة من الافضل أن تكون مبنية على خبرة وإطلاع عام حتى تستطيع المرأة قيادة حياته الى ان يصبح قادرا على قيادتها بنفسه، وفي هذه المراحل تمر الام بصعوبات ومواجهات بسبب سلوكه المتغير، وهنا عليها ان تستطيع السيطرة على مقاليد تصرفاته.

من الفترات المهمة للطفل وللأم هي مرحلة الدراسة الاولية حيث تعاني أغلب الامهات من تذمر الطفل من الواجبات وميله للعب وأحيانا عدم استيعابه لبعض المواد، فتنهال عليه بسيل من الشتائم كتشبيهه ببعض الحيوانات وهذا ما سيؤدي الى احباط الطفل فترسخ في ذهنه فكرة انه لا يفهم ولا يمكن ان يفهم، وهذه البذرة السلبية ستنمو في الطفل حتى يصبح غير قادر على الفهم ثم تتطور هذه الفكرة لتسيطر عليه ليؤمن بانه شخص فاشل.

وفي هذه الحالة ستكون الام هي المسؤول الاول في تعميق هذه الفكرة في الطفل ثم من بعدها المدرسة تأتي لتأكد له ذلك لأنه ربما سيهمل واجباته بحجة انه لا يفهم.

اما لو مارست الام طريقا آخر لمعالجة هذه المشكلة بطريقة افضل ستكون بالتأكيد النتائج مختلفة تماما عما ذكرناه سابقا، فلو عززت الام ثقة الطفل بنفسه وانه قادر على حل واجباته بنفسه وانه وإن اخطأ فهو يستطيع ان يصحح خطأه فأنها ستغرس بداخله بذرة ايجابية كفيلة بجعله يطمح لينال اعلى الدرجات وتنمو معه حتى يصبح واثقا من نفسه في شتى مجالات حياته.

فحياة الطفل تكون ضمن متغيرات مستمرة لذا من المفروض التنبه بأن أي تصرف سيؤول لصناعة شخصيته على المدى البعيد. ومن هذا المنطلق يجب الإيمان بأن للطفل مشاعر ووعي يؤهله لاستيعاب العنف والقسوة حتى بالإيماء.

فكلمة منكِ تخرج قادرة على تحديد مستوى ذكاء ابنكِ، كما هذه الكلمة تستطيع ان تقلل من نشاطه الذهني والدراسي كما هي قادرة على ان تجعله مصدر للذكاء والابداع، فحاذري من نعته بنعوت غير مقبولة فهو ان رأى ثقة اقرب الناس له قليلة او منعدمة سيفقد ثقته بالأخرين وبنفسه أولا.

 

ضمياء العوادي