ما انفك الاحترام وضمنياته ؛ اللبنة التربوية الإساس ؛ وليس لمجموعة بشرية ـــ مهما كبرت او صغرت ـــ ان تغادرها وهي تنشد السمو والرفعة .

والاحترام ، بقدر ما هو واجب شرعي ، هو معيار لتحضر الفرد او المجموع ؛ فضلا عن كونه تنظيما محبوكا للعلائق الاجتماعية .

وعلى هذا ، يعد الاحترام من أهم الاتجاهات الأخلاقية التي تجب مراعاتها في البيت ، وزرع مبادئه لدى الجميع ومن ذلك احترام الكبير وتوقيره .

واذا ما أخذنا بنظر الاعتبار أن حديثنا هذا يخص الأطفال ، وأن قلت يخص طرائق تعامل الآباء معهم ، فهذا يستلزم منا ان ننشئ الطفل على احترام نفسه ووالديه وأقرانه ، لكي يمتد ذلك ـــ بمتوالية هندسية ـــ إلى احترام الظروف والممتلكات العامة وصولا لخصوصيات الآخرين .

واذا ما قيل بأن إلزام الطفل باحترام الآخرين قد يولد لديه ضعف ما ـــ باعتبار أن الطفل سيلزم عندها بالابتعاد عن التلقائية ويُقيد ببروتوكولات محددة ـــ نؤكد على أن لا تعارض بين تعليم الطفل الاحترام ومنحه استقلالية ذاته .

ولكي يكون الاحترام لصيق لا ينفك من شخصية الطفل ، ارتأت واحة المرأة ان تقدم لك سيدتي الأم وأنتِ في طور تربية وتنشئة صغيرك ، وكما يلي :

ـــ   لابد من الاستماع للطفل في كل أحاديثه حتى النهاية كي يعتاد على احترام أحاديث الآخرين .

ـــ   ضرورة الابتعاد عن الغضب امام الطفل كي لا يقلد او يحاكي من يغضب امامه .

ـــ   أمنحيه كلمات الشكر والثناء على ما يحسن صنعه .

ـــ   امنحي بيتكِ أجواء من الاحترام ، بل واحترمي الجميع ـــ سيما بمحضر الطفل ـــ كي يعتاد على ثقافة الاحترام .

ـــ   انتخبي الأوقات المناسبة والأجواء الملائمة لمناقشة الأخطاء التي يحدثها طفلك كي يتعود هو على ذلك .

ـــ   وضحي له طرائق إبداء احترامه للآخرين وما يمكن ان يفهم خطأ منهم لأن شرح هذه التعليمات يجعل منه متعاونا ، فلا تقولي له "لا تلعب أمام الضيوف" بل أشرحي له ذلك كأن تقولي له "ان اللعب أمام الضيوف قد يحزنهم ويشعرهم بلا أباليتك نحوهم" .

ـــ   انتخبي ما يلاءم أخطاءه من تعابير بعيدة عن التوبيخ الجارح ، فلا تقولي له " أنك أحمق " او " غبي " بل قولي له " أنك غير موفق في هذا التصرف " أو " أنك أزعجتني بكلمتك هذه " .

ايمان عبد الواحد خلف