تأخذ الأم مسؤولية رعاية الأبناء على عاتقها منذ اللحظات الأولى لولادتهم ، فضلاً عن الأشهر التسع التي يقضونها في بطيها خلال فترة الحمل ، تؤدي فيها دور الرعاية والاحتضان لجنينها وبعد ذلك تستمر الأم بقدر عالي من الاهتمام في كل ما يخصهم بحسب ما منحها الله جل وعلا من فطرة الأمومة .

وبالحديث عن مسؤولية تربية الأبناء وكونها مهمة الأم الرئيسية ، توجه واحة المرأة نصيحتها للسيدات في هذا الجانب .

فمعظم الأمهات وكنتيجة للسلوك الغريزي يستمتعن بالأمومة لا سيما في الفترة الأولى من عمر الطفل على اعتبار أن هذا الدور مناط بهن دون الأب ، بالرغم مما تتحمله من أعباء ومشقة ، وبمفهومهن أن دور الأب يقتصر على توفير متطلبات الحياة ومستلزمات العيش في هذه الفترة .

وغالباً ما يكون مفهوم الأب مطابق لذلك وبالتالي قد يؤسس هذا المفهوم لبداية فجوة بين الأب والابن وبالطبع أن لهذه الفجوة أسباب عدة منها ، عدم أشراك الأب من البداية في تربية الأطفال مما يؤدي لقصور فهم الأب لمتطلبات الطفل النفسية ورغباته وميوله ، وجهل الأب بقواعد التربية ، وانشغاله بالعمل ، والاعتماد شبه الكلي على الأم في تربية الأطفال .

وفي فترة معينة تصطدم الأم بهذا الواقع بعد مواجهتها لأول مشكلة تخص أبناءها وخصوصاً في فترة المراهقة وحينما تعجز عن التصرف تتهم الزوج في هذه الحالة بعدم مبالاته وتقصيره تجاه الأبناء ، ففي بعض الحالات يجهل الأب عن أبنه أمور مهمة مثلاً ، في أي سنة دراسية هو ؟ أو تاريخ ميلاده أو من ماذا يتحسس وأشياء أخرى كثيرة ؟ ولذلك فأن دور الأب في تربية الأبناء يجب أن يأخذ شكله الطبيعي من البداية بأن يكون على تواصل مباشر بكل ما يتعلق برغبات وحاجات الأبناء ، ويعتمد نجاح ذلك على استيعاب الأم لأهمية مشاركة زوجها برعايتهم وتربيتهم وضرورة تنبيهه لكل الأمور التي تخصهم سواء في البيت أو المدرسة ، وكذلك الحالة الصحية والنفسية للأبناء ، وأن لا تطالب الزوج بأداء هذا الدور في المشاكل التي يستعصي عليها حلها وحسب ، وإنما تخصص جزء من أحاديثها اليومية التي ربما لا تكون بأهمية الحديث عن الأبناء للحوار معه عن تصرفاتهم اليومية وعن تطور نموهم العقلي وأن تهيأ الأجواء الملائمة لتأسيس علاقة بين الأب والابن عن طريق أتفاق مسبق بينها وبين الزوج عن قواعد التربية الصحيحة الواجب أتباعها ولفت نظره لكل الأمور التي تعزز علاقته بأبنائه لأنها بطبيعة الحال تكون أكثر إدراكاً وتفهماً لسلوكهم وميولهم بطريقة تحافظ فيها على مساحة الاحترام وطاعة الأبناء للأب ومساعدة الأب في التواصل والتقرب من الأبناء .

ايمان كاظم الحجيمي