تواجه المرأة عقبات عديدة في بداية حياتها الزوجية ، فمنذ اليوم الأول يطرأ التغيير على حياتها بشكل كبير ، فهي تواجه عادات ومناخات أسرية مختلفة عما تعودت عليه ، وعليها أن تتجاوب مع هذا التغيير تدريجياً ، خصوصاً وإنها لا تملك الحرية المطلقة في اتخاذ القرارات ، بعد أن أصبح لها شريك يمتلك حق القيمومة عليها بما منحه الشارع المقدس لذلك .

ومن هنا قد تبدأ بعض المشاكل كنتيجة لعدم تقبلها لهذا التغيير أو لأنها بدأت تشعر بحجم المسؤولية المفروضة عليها .

وغالباً ما تتسم العلاقة الزوجية في الفترة الأولى بشيء من التوتر ، وقد يؤدي هذا التوتر إلى تعكير صفو الحياة الزوجية ، مما يحتم على الشريكين ان يتحملا هذه الفترة ومتغيراتها وأبعادها ، وأن يتقبل أحدهما اختلاف مزاج الآخر ، فمن الطبيعي أن تتأثر المرأة بطباع زوجها وهو كذلك قد يتأثر ويتعود على طباعها ، ولكن يستلزم هذا التأثر وقت طويل حتى يكتمل بانسجام نفسي فتصبح المرأة بعد فترة الأكثر دراية بمتطلبات شريكها والأكثر استيعاباً لرغباته .

وقد تصطدم المرأة بشكل الحياة الزوجية ، لأنها في الأصل فرضت صورة في مخيلتها عن شكل الحياة بعد الزواج ، ولأن ليس كل ما نفكر به أو نتخيله هو الواقع ، فلذلك على المرأة أن تفكر بصورة أكثر جدية وواقعية ، وأن تمنح نفسها الوقت الملائم للتعود والتعايش مع شريكها ، وأن توحي له بالعاطفة وبأنها مطمأنة بجانبه وجديرة بشراكته ، وإن كل شيء يبدو لها طبيعياً ومألوف ، ولا نقصد بذلك أن عليها ان تقنع نفسها بذلك وهي مكرهة أو مجبرة ، إنما عليها ان تروض نفسها على ذلك لأن هذا ما ستكون عليه بعد فترة من الارتباط الروحي والعاطفي مع الشريك .

كما أن عليها أن تنظر لأبعاد هذه العلاقة ، وما ستجنيه من ثمار في قادم الأيام من استقرار وأمان وعائلة ، فضلا عما يجب عليها أن تفكر به من ايجابيات الزواج وبأنها انتقلت لأهم خطوة في حياتها ، وبأنها ستتكامل مع شريكها لتحصل على السعادة ، وأن تجعل كل الأمور في صالحها من خلال الحكمة في التفكير والاعتدال في التصرف .

ايمان كاظم الحجيمي