"لمن يتهم بعض الأصدقاء في صفحة الفيس بوك خاصته بالإدمان؛ فليحذر كون تواجده الدائم الذي دعاه لملاحظة جمهور المدمنين هو أول بوادر الإدمان" هذه عبارة كتبتها وكنت أنوي نشرها على صفحتي الشخصية, التي تعبر حصرا عن قناعاتي إذ أنشر فيها بعض كتاباتي القصيرة التي أرغب من خلالها سماع رجع الصدى لمتابعي الصفحة حول أفكاري وكلماتي المتواضعة.

ولكني تراجعت عن نشر هذه العبارة لأني انتبهت لمحدوديتها, ففي طبيعة الحال نحن لا ننتقد الآخرين فقط في فضاء الفيس بوك مع إنه جبهة افتراضية يتراشق فيها المستخدمين بوابل من الانتقادات. ولكن السؤال؛ هل موضوع الانتقاد يقتصر فقط على العالم الافتراضي ؟ الجواب قطعا لا كون هذا الموضوع يعد من اكثر الامور التي تدعو إلى تراجع أي عمل ناجح وإبداعي وهو سبب في تكوين الفجوات بين الأشخاص في مختلف المجالات؛ لأن الانتقاد في وقتنا الحالي غالبا يكون غير دقيق وليس في محله, كما أنه ليس لأجل البناء والتصويب؛ بل ببساطة هو وسيلة يلجأ لها البعض لإخفاء بعض الاخفاقات في عملهم متخذين أسلوب التشويش والاستخفاف بعمل الآخر, وهذا الأمر غالبا تكشفه النتائج لاحقا فلكل عمل نتيجة ملموسة قد لا تظهر إلا بعد مدة من إنجاز العمل تحسم في وقتها خطأ أراء المنتقدين وضعف تقديرهم للأمور وتكشف بذلك طبيعة تقصيهم للعمل من أجل تأكيد فشله بالرغم من قناعتهم الداخلية بنجاحه سبيلا لتنصيب أنفسهم في مصاف الناجحين. فالانتقاد حينما يصدر من شخص معين يكسبه شعور بالخبرة والوجاهة وإنه على قدر كاف من المعرفة في أمرا ما مع إن أغلب الذين يلجؤون لأسلوب الانتقاد هم أكثر الاشخاص ضعفا في مجالات حياتهم. فتشخيص الاخطاء لا بد أن يقابله ذكر للإيجابيات بل ودعم نفسي لمن ننتقد عمله وإلا لن نكسب سوى توتر العلاقة بيننا وبينه وتوهين رغبته في متابعة عمل يمكنه الإبداع فيه, واضافة دور مميز في مجتمع نحن ضمن إفراده ويمكننا أيضا أن نترك بصمة مختلفة في عمل نتمكن أن ننجزه بإتقان دون أن نقتل المنافس بل بإحياء روح المنافسة!

 

إيمان الحجيمي