يتعرض المرء منا خلال يومياته وحياته لمواقف ضاغطة قد تجعله يتخبط في بعض القرارات ويتلكأ في أداءه لفعالياته الحياتية ، واذا كانت مناعته النفسية ضعيفة فأنه سيقع عندها فريسة سهلة لما يسمى بدوامة الضغوط النفسية .

ولمعالجة الضغط النفسي استراتيجيات واليات محددة ومعينة ، وبالتالي فأن هناك طرق وأساليب لمن ينشد تنمية نفسه على مهارة التخلص من هذه الضغوط ، سنتناول في السطور القادمة تعريف الضغط النفسي وأنواعه وأساليب اجتيازه .

  بداية ، ومع التقدم المجتمعي وتعقد الحياة ، بات عالمنا اليوم يعاني من وباء " الضغط النفسي " كنتاج طبيعي للسرعة الهائلة في تغير الأحداث ومحاولة الإنسان ـــ وسط ذلك ــ من مواكبتها ، فضلا عن تعارض المصالح وتعقد العلاقات الاجتماعية .

  ويعرف الضغط النفسي على أنه تغير نفسي وبدني وشعوري ينتاب الإنسان على اختلاف جنسه وعمره ووضعه الاجتماعي ، خصوصا لمن يتعرض لخطر ما او ولعدم استقرار مادي او اجتماعي ، سيما في العلاقات الأسرية والعاطفية .

والضغط النفسي حالة  إنهاك للنفس والجسد والمشاعر كرد فعل طبيعي على محاولات ضبطها بمواجهة المتغيرات الدافعة لها من البيئة المحيطة .

والأحداث الضاغطة كثيرة ، وليس منا من لم يتعرض لواحدة منها على الأقل ، وقد تكون صغيرة وتسبب توترا بسيطا او معقدة قد تؤدي الى ما لا يحمد عقباه  .

ويحصل الضغط النفسي كنتيجة للتفاعلات الفسيولوجية والنفسية للمواقف والأحداث ، مما يسبب اضطرابا في توازن الشخص وأعراضاً جسمانية كازدياد دقات القلب وسرعة في نوبات التنفس باعتبار أن للضغط النفسي تأثير على أهم الأجهزة في جسد الإنسان وهي الجهاز ‏العصبي التلقائي والجهاز العضلي العصبي ( النظام العصبي العضلي ) والغدد الصماء  .

وقد يكون الضغط النفسي حميدا وايجابيا كونه سيشكل قوة ضاغطة على الفرد لتغيير الخطأ في حياته من خلال تغيرات وتحديات تعود بالنفع عليه وتكمل من بناء شخصيته وتحسن أدائه وتمتن ثقته بنفسه ، في حين ان الأصل فيه سلبي وهدام خصوصا ذلك الذي يترك أثره عميقا في النفس وربما الجسد ناهيك عن السلوك .

ومصادره وأسبابه كثيرة ؛ منها ما هو معروف وسهل التسمية والتشخيص كالمشاكل الأسرية والأمراض المعدية والصعبة والأزمات المالية والعاطفية ، في حين يوجد نوع اخر منها صعب تشخيصه والاستدلال عليه .

كما يوجد منه ما هو مفاجئ كموت عزيز او تغير اجتماعي ما او خسارة مالية وهذا النوع يمكن التخلص منه مع الوقت وزوال المؤثر ، في حين يوجد منه نوع مستمر وطويل الأمد ، كالإصابة بمرض صعب او إعاقة كبيرة وهو ما قد يسبب وهن في الجسد وربما مشاكل صحية معقدة قد تنتهي بالسكتة القلبية .

استراتيجيات مقاومة الضغط النفسي ...

ـــ   الانفتاح على المحيط المجتمعي وزيادة الوشائج والعلاقات بغية نسيان الظرف المؤثر وتقليل آثاره .

ـــ   تغيير بوصلة السلوك وذلك من خلال التمرن على الاسترخاء الفكري والجسدي كاستخدام الكرسي الهزاز او التمدد بالبانيو او استخدام السرير المريح ، فضلا عن اعتماد مبدأ التغذية الراجعة ( العكسية ) من خلال التحكم بالجهاز العصبي اللاإرادي والتدريب على التحكم في الضغط والنبض ودرجة حرارة الأطراف ، وأخرها التحرر من السلوكيات السلبية التي تزيد من تأثير الضغوط كالتشبث ببعض الأفكار البالية والنمطية في الحياة .

ـــ   التزام الدواء الذي يشخصه الطبيب ومنه مضادات الاكتئاب والمهدئات خصوصا في حالات الضغط الشديد والمستمر وعدم وجود لعلاج النفسي مما يدفع للاستعاضة بالدوائي منه .

خطوات ناهضة ...

ـــ   ابتعدي عن المثالية ـــ أثناء الضغط النفسي ـــ وكوني واقعية .

ـــ   لا تجعلي همومكِ تتراكم من خلال تأجيل حل مشاكلكِ .

ـــ   ابدئي بــ " علي ان اخفف الضغط النفسي " وليس " علي التخلص من الضغط النفسي " لأن عدم تحقق الثاني قد يرجع عليكِ بأثر سلبي وخيم .

ـــ   ابتعدي عن الإيحاءات السلبية وإياك وإرسال الإشارات المثبطة الى عقلكِ الباطن .

ـــ   تقبلي ما لا يتغير ، فليس دائما عليك ان تغيري الأشياء ، فثمة ما لا يتغير وهو ما يحتم عليك ان لا تحاولي معه كي تحافظي بما يحفظ لنا طاقتنا .

ـــ   امنحي نفسك روحانية مميزة من خلال الصلاة وقراءة القرآن والأدعية والتأمل .

ـــ   التزمي النشاط ـــ بدون إجهاد ـــ لأن بعض التوترات النفسية تلفظ الى الخارج من خلال إشغال الجسد بنشاط بدنيا ما بما في ذلك الرياضة .

ـــ   اياكِ وجلد الذات والمبالغة في تأنيب النفس .

ـــ   اشغلي نفسك وشاغليها باهتمامات اخرى .

بلاسم الشمري