سيدتي الفاضلة .

  ما زالت الحياة تبرينا بأزماتها ومشاكلها ، فكوني مثل قلم الرصاص ، يكتب بخط أفضل وأجمل عندما يبرى ، وهنا يكمن فارق مهم بين البعض ممن له القدرة والاستطاعة على تخطي الأزمات والخروج من شرنقتها بشكل أقوى عمن تطحنه وترديه خاوي القوى ومنها النفسية بالتحديد .

لذا سنتناول في الأسطر القادمة ـ سيدتي الكريمة ـ كيفية خروجك من أزمات الحياة وأنتِ تنعمين بالحيوية والمرونة والتجدد .

  • بداية ، لابد لكِ من خطة مسبقة تكون لكِ مسارا للتعامل مع الأزمات قبل حدوثها وإثناء ذلك وبعده ، بما يجعلكِ في مأمن منها وربما منعها إن كان ذلك ممكنا ، وفي اقل فوائد ذلك هو تعاملك معها بشكل أفضل ، ولنستشهد بفائدة وجدوى قراءتك عن ظروف الحياة الأسرية والزوجة والأمومة بما يجعلك أكثر اطلاعا على ذلك ، أو بما تقرأينه عن الطفل وخصائص مراحله العمرية بما يوفقك للتمييز بين ما هو طبيعي وحتمي من تصرفاته وسلوكياته ومتغيراته عن تلك التي تحتاج الى تدخل ، وخلاصة القول ، أنك ملزمة بأن تقرأي مقدمات كل أزمة بما يسمح لك بردة فعل سريعة قبل مرحلة التفاقم والاستفحال فيها ، وليكن مثلا أن ثمة أزمة مالية ستبتلين بها مستقبلا بداعي تسريح زوجك من عمله أو إعفاءه لسبب أو لأخر ، وهو ما يحتم عليك التشبث بثقافة الادخار فضلا عن تشجيعه بالبحث عن عمل آخر قبل أن يستغنى عنه بشكل فعلي . 
  • ولو حدثت مشادات بينك وبين زوجك وبشكل متكرر ، حاذري ان تتراكم المشاعر السلبية في ذلك او حدوث شجار كبير بينكما ، وبادري سريعا للحديث معه عن أسباب عصبيته وجذور المشكلة بينكما .
  • تعلمي تحسين مهاراتك في التواصل مع الآخرين ( الأسرة أو العائلة أو العمل ) بما يقلل من احتمالات حدوث الأزمات ناهيك عما يساهم فيه التواصل في معالجة سوء التفاهم .
  • فكري مليا عندما حدوث الأزمات ؛ وقبل أي تصرف ، لئلا يضيف تصرفك غير المنضبط او المدروس أزمة اخرى على الأزمة الأولى .
  • تزادد حاجتنا لتوثيق العلاقة الصادقة مع الله جل وعلا في أوقات أكثر من غيرها ، خصوصا عند حدوث الأزمات المفاجئة ( وفاة ، مرض ) إلا ان ذلك سرعان من يبهت ، لذلك عليك ان توثقيها حتى في أيام الرخاء ولا تحصريها بأوقات الأزمات ، ناهيك عن حاجتنا للعلاقات الصادقة مع الأصدقاء والأقرباء والمحبين وهو ما يتطلب منك تكوين شبكة علاقاتية مسندة لأعمدة الصادق والوفاء بشكل بعيد عن المصلحية والأنانية .
  • قد ندخل نفق الأزمات من حيث لا نشعر ، لذلك عليك سيدتي ان تتوخي ذلك بابتعادك عن الانشغال المبالغ فيه والحذر من السقوط في دوامة العمل فقط والذي بدوره سيستهلكنا وأول ما يستهلكه هو الحميمية والتواصل .
  • لا تحبسي مشاعرك وأفكارك ، لئلا تقعي في مستنقع الغربة ، لذا عليك ان تشاركي صديقة او أخت ما في أفكارك لأن ذلك سيخفف الكثير من معاناتك ، فضلا عما يمنحه من متابعة لأفكارك المغلوطة من خلال مرايا الآخرين .
  • التزمي المشورة المتخصصة حسب مقتضى الحال ، خصوصا عندما يكون ما تعانيه اكبر من استطاعتك في مواجهته ولا تخجلي من مشاورة من هو افهم واعلم بذلك منك .
  • أخيرا ، عليك ان تتأكدي بأن نشدان الحياة المثالية ضرب من الوهم ، فمهما كنت ذكية وما اوتيتي من قوة في منع حدوث الأزمات فأنك لم تستطيعي الى ذلك سبيلا لأنها جزء طبيعي من الحياة ، وكل ما مطلوب هو كيفية الحد منها والتكيف معها .

  

ايمان عبد الواحد خلف