بسم الله الرحمن الرحيم (( قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ  * وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آَبَائِهِنَّ أَوْ آَبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاءِ وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ () صدق الله العلي العظيم ( النورــ 30ـ 31) .

 

توطئة

يشكل الحجاب المتمثل باللباس الذي على المسلمة أن تغطي به كامل جسدها ماعدا الوجه والكفين, موضوعا مهما فيما يتعلق بالمرأة في مجتمعنا الاسلامي الذي نجد فيه اليوم من النساء من يرفضن الحجاب استجابة لمعطيات الفكر الغربي العلماني وإيمانا بمفرداته, كما ونجد منهن من يلتزمن الحجاب بدافع التربية والنشأة وبما زرع هذا الدافع في نفوسهن من حياء وخشية من تركه دون أدنى إحاطة بأبعاده وفلسفته, وربما حاول البعض منهن الانطلاق من أسس فكرية تدعم ضرورة ارتدائه فلا يسعفهن مخزونهن الثقافي والمنطقي لنجاح تلك المحاولات ..

إن هذه الوريقات هي محاولة لرسم ملامح بسيطة لمقومات فكرية ومنطقية تستند اليها فكرة الحجاب, تدعم ضرورته وتوضح فلسفته وأبعاده وتناقش الفكر الداعي الى تهميشه ومحاربته, وبما أنه خطاب موجه الى فتياتنا في كل ميادين الحياة .. في الجامعة والدائرة والمعمل والمنزل, كان لزاما أن أتوخى فيه السهولة والبساطة, لهذا ارتأيت أن أصوغه على شكل حوار بين امرأة محجبة يرمز لها بحرف (م) وأخرى سافرة يرمز لها بحرف ( س) ، ولله ولي التوفيق  .

س :    إن أول ما يطالعني في موضوع الحجاب هو تقاطعه مع الحرية الشخصية التي هي بمثابة مبدأ أساس  لكل انسان له حق طبيعي  في هذه الحياة .. 

 م :  إن الاتجاه الفكري الذي يدعو للحرية بشكلها المطلق فلا يقيدها سوى شرط واحد هو التقاطع مع حرية الاخر.. بمعنى أن كل شئ مباح ماعدا التجاوز على حق الاخرين وحريتهم, هو اتجاه يعلن ـ سلفا ـ عن عدم مسؤوليته عن النتائج التي تصيب الانسان فيما أباحه له, بل علاوة على ذلك فإنه يحمّل الانسان المسؤولية إزاء ما يصيبه من ضرر من خلال الاستقلالية التي يفرضها فيه ككائن عاقل وحر, فهو مثلا يبيح  شرب الخمر فإذا ما داهمت الانسان الامراض التي يسببها تعاطي الخمور أو تعرض لما يمكن أن يتعرض له الانسان من مشاكل أو كوارث بسبب فقدان العقل, إذا ما تعرض الانسان لهذا النتائج قال له ـ الاتجاه الفكري ـ إنك انسان راشد مسئول عن قراراتك وعليك أن تتحمل نتائج ما اخترت .

وعلى ذلك ـ ومادام هذا الفكر يقرّ باستقلالية الانسان ومسؤوليته عن قراراته ـ فلن يظل للحرية المطلقة أو أنها قيمة ذاتية للإنسان أي أساس منطقي لرفض الحجاب وإنكاره, فما إن نلمس الضرر في الإقلاع عن الحجاب حتى يصير بوسع المرأة ارتداء الحجاب من دون المساس بحريّتها الشخصية.

  

س :    هذا بالنسبة للمرأة التي تختار الحجاب, ولا اعتراض على حقها فيما تختار .. إني اشير الى من ترفضه 

 م :  فأنتِ هنا تقرين بأن الحجاب لا يتقاطع مع الحرية بما هي حرية هذا أولا وثانيا إن من الأسس التي يعتمدها الفكر ـ الذي تتبنينه ـ في الدعوة للحرية بشكلها المطلق هو إنكار أي مصدر معرفي يتجاوز حدود القدرة البشرية وبذلك لا يكون لأي جهة كانت الحق في أن تفرض على أي كائن بشري وصايتها, ولكن إذا آمنا بالله المطلق العالم الغني الذي يتوخى فيما يبيحه للإنسان ويمنعه عنه استجلاب الخير له ودفع الضرر عنه اصبح إلزام المرأة عموما أمرا لا مساس فيه بالحرية, تماما كالطبيب الذي لا تجدين سلبا لحريتك في إطاعته فيما يوصيك به حتى من دون الإحاطة بدواعي توصياته وربما كانت دواء مرا لاذعا ..

  

س :    وأي مصلحة في الحجاب ؟ وأي كرامة هذه التي يحافظ عليها الحجاب وأي قيمة تلك التي تفقدها المرأة بلا حجاب وما معنى أن المرأة كالجوهرة التي يحفظها الحجاب ؟

إن نسبة المحجبات في العالم لا تكاد تشكل أكثر من 5% من نساء العالم فهل الـ 95% مهدورات الكرامة ؟

ثم ألا ترين الواقع الغربي وكيف أن المرأة السافرة فيه قد اصبحت بوقاية من تجاوز الرجل بل اصبحت هي المهيمنة واصبحت ضابطة ووزيرة فيما نرى المئات من نساء مجتمعاتنا المحجبات مازلن يرزحن تحت تعسف الرجل الذي لا يتورع عن اهانتهن وضربهن !!

 م :  قبل أن أشرع في الاجابة أود أن أشير الى نقطة مهمة وهي خطأ كبير يقع فيه أغلب الذين يتناولون الموضوعات الدينية .. والإسلامية منها على الخصوص, وهي الإستشهاد بواقع المجتمعات التي تدين بالإسلام على أنه الإسلام, إن الدين الاسلامي الحنيف لا يكاد يفعّل في مجتمعاتنا الشرقية غير جزء يسير من سلوك أبنائه ومنهجه الحياتي فيما يخضع الجزء الأكبر للأعراف والتقاليد والإستلهام المشوش للثقافات الأخرى فلا يصح اعتماده مثلا يضرب أو دليلا في أي موضوع متعلق بالإسلام .

وبالنسبة الى القيمة التي يحفظها الحجاب للمرأة فعلينا أن ننتبه الى نقطة أساسية في الموضوع وهي أن الصفة الجوهرية التي تضفي لذلك التكوين البايلوجي المسمى بالمرأة صفة المرأة هي الجمال والأنوثة حتى أننا لنجد في تعبيرنا الدارج عن المرأة الفاقدة لهذين العنصرين ( الجمال والأنوثة) أنها رجل وليست امرأة مع احتفاظها بتكوينها البايلوجي وأعضائها الجنسية الأنثوية, كما وعلينا الإلتفات الى نقطة أساسية أخرى في موضوع الجمال وهي أن الله - سبحانه وتعالى - حين خلق الناس لم يكن بالإمكان جعلهم على شكل واحد وملامح متطابقة لأن ذلك يستلزم امتناع التفريق بين شخص وآخر, فكان لابد من التغيير في الملامح وهذا ما أدى بدوره الى التدرج في الجمال فنتجت عن ذلك قضيتان

الأولى: هي المعايير والمقاييس المتعارف عليها وهذه ثابتة وهي التي تحدد الفتاة الجميلة من الأقل جمالا .

الثانية: قيمة الجمال وهذه كأي متعة حسية أخرى تبع الى إحساس المتلقي، وهذا الاحساس يرتبط ارتباطا وثيقا بدرجة الإشباع عند المتلقي, فالمتلقي حين يألف مستوى من الجمال يؤدي به ذلك الى الإشباع وتبعا لذلك يفقد المتلقي الإحساس بهذا المستوى .

أن السفور والتبرج يؤديان الى نتيجة ثابتة وهي أن الجمال ـ بعامل الإشباع ـ يصبح بلا قيمة .. تماما كما في قانون الندرة والوفرة في عالم الاقتصاد, فإذا ما اعتمدنا الحقيقة السالفة الذكر وهي أن الصفة الجوهرية التي تضفي لذلك التكوين البايلوجي المسمى بالمرأة صفة المرأة هو الجمال والانوثة .. فإن المرأة قد أصبحت بلا قيمة في سفورها وتبرجها ..

إن مفهوم المرأة يعتمد الى حد كبير على ما تشكله من كونها كائنا يشغل مساحة مهمة في الحياة الانسانية, وهذا يتشكل بدوره من خلال تفاعلها ـ بواسطة الجمال والانوثة ـ مع الرجل, فإذا فقد الرجل الاحساس بالجمال والانوثة لن تكون المرأة حينها سوى كائن بايلوجي يمارس بعض الانشطة تماما كعاملات النحل وهذا هو المعنى الحقيقي لقولنا إن الحجاب يحافظ على قيمة المرأة وليس المعنى المعتمد خطأ في الأذهان وهو الإهانة والإذلال ..

إن البعد البايلوجي للأمومة المتمثل بعملية الإنجاب تتساوى فيه المرأة والسمكة ولكن أمومة المرأة تتميز بصفات أخلاقية هي الحنان والعاطفة والحب فإذا لم يشعر الابناء بهذه الصفات  تفقد المرأة قيمتها كأم, وكذلك إذا لم يشعر الرجل بجمال المرأة فإن المرأة تفقد قيمتها كجميلة, ولما كانت ( الجميلة) هي الصفة الأساس للمرأة أصبحت المرأة بلا قيمة, ولايبقى مما يشد الرجل اليها غير الغريزة التي يتساوى فيها الانسان و الحيوان  ولا أجانب الحقيقة إذا قلت أن الحالة هذه سبب أساس فيما يشهده الغرب اليوم من ظاهرة إقتران الانسان بالحيوان .

إن المجتمع البشري يعيش واحدة من أكبر مشاكله والمتمثلة بعملية إختلاط العنصرين المكونين له الرجل والمرأة, لخصيصة الإثارة عند المرأة وخصيصة الاستجابة  عند الرجل وما تحتّمه الطبيعة من ضرورة تحريكٍ لهذين الخصيصتين, وفي هذه المشكلة فإن المجتمع الشرقي المتطرف لما جعل جدارا من العزلة بين الطرفين نتجت عن ذلك حالات سلبية كالكبت والحرمان وحالة من عدم الاتزان عند الرجل حيال المرأة, بمعنى أنه قد جعل عقدة المشكلة في الإستجابة, وقد تصور المجتمع الغربي أنه استطاع حل المشكلة  بالتماس المباشر بين المرأة والرجل وإظهار المرأة لمفاتنها فلا يكون ثمة حرمان ونصل الى حالة من الإتزان عند الرجل, ولكن حقيقة الاتزان هنا عند الرجل الغربي هو الاشباع وعدم الاحساس, بمعنى أن عقدة المشكلة قد أصبحت في الإثارة, وبهذا تكون المشكلة مازالت قائمة فكما أن على الرجل أن يبذل جهدا عاليا في الحصول على بغيته من الإثارة في المجتمع الشرقي  فعلى المرأة في المجتمع الغربي أن تبذل جهدا عاليا للحصول على بغيتها من الاستجابة .

إن الحجاب الاسلامي يعمل على توفير ظروف صحيحة لعملية التفاعل بين خصيصتي الإثارة والاستجابة لتكتمل بشكل سليم وهذا يعني وصولنا الى إختلاط لا مشكلة فيه بين الرجل والمرأة .

كما وأن السفور والتبرج بما جعل لإظهار جمال المرأة وبشكل مشاع من حضور بالغ قد فرض على الواقع النسوي نوعا من اللهاث المحموم للوصول الى المستوى المطلوب في الجمال, وحيث أن الوصول الى المستوى المطلوب رهن بعدم مقارنتها بمن هي أجمل منها ـ وعدم تماس المتلقي بمستوى أعلى كان هذا اللهاث بلانهاية ..

ممثلة السينما مثلا التي تعتمد على إرضاء جمهور واسع بجمالها نراها كيف تبدأ سباقا مع الزمن في الحفاظ على مقومات ذلك الجمال الذي لا يمكن أن يدوم إلا لسنوات قليلة ثم يحاصرها شبح اضمحلاله المخيف لتهرع الى العطار ومبضع الطبيب تحاول أن تصلح ما أفسد الدهر وسرعان ما يسقط ما بيد العطار والطبيب, لتعيش الممثلة مأساة الحيف على جمالها الذي خبا والمقارنة مع الاجيال الشابة الجديدة.. فلو كانت الممثلة محجبة لجنبها الحجاب هذه المأساة، ولعاشت حتى آخر يوم من حياتها تبدع في مجال التمثيل بنفس مرتاحة مطمئنة.

إننا لا نكاد نلمس في واقع المجتمعات المعاصرة أية أهمية للفارق الموجود بين الرجال من ناحية القوة العضلية, ولكننا نجد في المجتمعات القديمة التي لا تنفك عن ممارسات الحروب وبأسلحة بدائية كيف كان للقوة الجسدية دور أساسي في تحديد مكانة الرجل في المجتمع, وهذا ما يفعله السفور إنه يلهب ساحة المنافسة بين النساء ويجعل للجمال دورا مهما في الحياة الاجتماعية بالنسبة للمرأة . وهنا فكما أن على الرجال ذوي القدرات الجسدية المتواضعة أن يتحملوا في المجتمعات القديمة قدرهم في نزول الرتبة اجتماعيا فعلى النساء متوسطات الجمال أن يتحملن قدرهن فيما تجره عليهن المنافسة بالجمال في المجتمعات المفتوحة .  

إن الحجاب يعمل على تماهي عملية المقارنة ومنع الجمال من أن يكون معيارا اساسيا فيمنع عن نسبة كبيرة من النساء ما تجره المنافسة عليهن من مردود ليس في صالحهن .

وأما كرامة المرأة التي يحفظها الحجاب فتتبين في أن جمال المرأة حين فقد قيمته استتبع ذلك أن يفقد الجسد مصدر الجمال قيمته بالضرورة .. وحتى لو أحس الرجل بجمال المرأة فقد فقدَ جسدها قيمته أيضا حيث لم يعد سوى أداة لحمل الجمال  فلا تستشعر المرأة بأي مساس بكرامتها عند تصفح العيون لها تماما كالرق الموغل في العبودية حين يفقد الإحساس بالحرية كقيمة إنسانية فلا يشعر بمساس في كرامته عند إهانة السيد له.

إن الفكر المادي الذي يعمد الى تجريد كل الاشياء من أية خصيصة روحية والنظر اليها على أنها مادة عمياء, فالجسد البشري ما هو الا حالة  متطورة عن جسد الحيوان الذي هو بدوره حالة متطورة عن المادة المحدودة بالتكوين الفيزيائي الصرف, والى جرّ القيم الأخلاقية الى البعد المنفعي وحسب, هو الذي أدى الى انعدام الشعور بالحياء والغضاضة في الإسفار عن الجسد .. بدليل أن الانسان البدائي الذي اكتشف أن الكثير من مفردات السلوك التي ما برح يتعلمها لها بعدٌ معنوي مضاف الى الفائدة المادية فطريقة تناول الطعام لديه حين تطورت من شكل يشابه الحيوان الى إسلوب راق أحس في هذا التطور خصيصة روحية تدعم عنصره الإنساني, وكذلك حين ارتدى الملابس أحس الخصيصة الروحية ذاتها فعدّ ارتداء الملبس وتغطية الجسد مؤشرا حضاريا دفع الانسان الى ما يميزه عن الانسان البدائي العاري .

إن المجتمعات التي ينتشر فيه السفور بشكل طبيعي تتفاوت فيها قدرة النساء في نسبة ما يظهرن من الجسد .. فالمرأة في المجتمع العربي مثلا قد تسفر عن الرأس واليدين فقط والمرأة في الصين قادرة على أن تظهر من دون غضاضة أو حياء مساحة أكبر وهكذا حتى نصل الى دولة كفرنسا حيث يمكن للمرأة فيها أن تقصر الحجاب على المناطق الحساسة من جسدها وهذا ما يدلل عن أن الحجاب هو الأصيل ونسبة ما يكشف من الجسد ناشئ عن تأثير العامل الاجتماعي, ولا يمكن أن نقول العكس أي أن نسبة ما يحجب من الجسد هو بتأثير العامل الاجتماعي لأن الحالة الأكثر سفورا والتي فرضناها في فرنسا جاءت نتيجة ارهاصات تاريخية وفكرية يضيق المقام عن استعراضها ، وقد أدت الى هذه النسبة العالية مما يظهر من الجسد فالمرأة في فرنسا قبل مدة من الزمن كانت تتورع عن هذه النسبة من التعري ، كذلك فإننا نجد اليوم ما يستعمله اعداء الاسلام من ذريعة لإثبات أن الاسلام يعمل على الحط من الانسان, في مسألة اباحة الرقيق وبيع الجواري وهن عاريات, وبغض النظر عن تفاصيل القضية وما يمكن أن يرد به على هذه الذريعة فإن أعداء الاسلام الذين يطبلون لمسألة السفور والعري يقرّون في هذه النقطة بأن إظهار جسد المرأة عاريا هو بمثابة إهانة له وإهدار لكرامة المرأة  .

وبالنسبة الى مثال المرأة الغربية وما تشهده من وقاية من تجاوز الرجل فإن ذلك بفعل القانون الذي يمنع أن يتجاوز على المرأة وليس وصول المرأة الغربية الى واقع يمتنع الرجل فيه من التجاوز عليها بل حتى ضربها .. بدليل الاحصائيات التي تشير الى حجم حوادث العنف الأسري والى حقيقة ثابتة في أن من قيم الرجل الشرقي المسلم تورعه عن ضرب المرأة الكائن الانثوي فيما نجد الرجل الغربي لا يتورع عن ذلك لانعدام الفوارق بين الجنسين في مجتمعه ..  

وأما ما ذكرته من أن المرأة السافرة في الغرب قد شغلت مناصب عالية مثل وزيرة أو ضابطة, فهذا لا يعد انتصارا لقضية المرأة, حيث أن من شغل هذه المناصب هو ما اسميناه الكائن البايلوجي أي المرأة الفاقدة لعنصري الجمال والأنوثة فلا أظن أن هذين العنصرين يمكن أن يخطرا في ذهن أحد وهو يتحدث عن المرأة الحديدية (مارغريت تاتشر) أو وزيرة الخارجية الامريكية ( اولبرايت ) يعني تماما كما لو أن احد الزنوج شغل منصب وزير بعد أن بدل لون بشرته الى الابيض فهل يعد هذا انتصارا لقضية العبيد !

الشيخ صلاح الخاقاني