سليلة الملوك الساسانيين ، وسيدة نساء البلاط الامبراطوري الساساني ...

احتلت مكانة مرموقة في عالم المرأة ، فكانت في طليعة سيدات عصرها، من خلال ذلك المحتد وما تمتعت به من خلق سام، و صفات حميدة، كالعفة، والطهارة، والكمال، ، وحدة الذكاء، والثقافة العالية، حتى بلغت الذروة في الشرف والفخار ، بعد أن أصبحت زوجةً لأبي الاحرار وسيد الشهداء الامام الحسين (عليها السلام)، ووالدة للإمام زين العابدين وسيد الساجدين (عليه السلام) ، وجدة الأئمة الطاهرين من نسل وليدها الطاهر ...

تلك هي السيدة شاه زنان .

اسمها ونسبها:

شهربانو بنت يزدجر بن شهريار بن كسرى ملك الفرس، ولقبها شاه زنان، ومعناه (ملكة النساء) ، سماها أمير المؤمنين الامام علي (عليه السلام) مريم، أو فاطمة، أو شاه زنان، واسمها خولة، أو سلافة، أو غزالة، ولعلّها كانت لها عدة أسماء وألقاب .

كانت ابنة لآخر أكاسرة الفرس، ووقعت في الأسر هي واختها في معركة القادسية بعد انتصار الجيوش العربية على الجيوش الفارسية في الفتوح الإسلامية، فقد اصبحت بذلك الواسطة المقدسة بين العرب والفرس، وباتت هذه الرابطة من أقوى الروابط وأكثرها عائدة على العرب والفرس ، فقد أشاعت بينهما المحبة والمودة والألفة .

وبعد وصول السيدة الجليلة الى أمير المؤمنين (عليه السلام) ، روت قصتها له ، حيث قالت : "رأيت في النوم قبل ورود عسكر المسلمين علينا، كأن محمداً رسول الله (صلّى الله عليه واله) دخل دارنا، وقعد ومعه الامام الحسين (عليه السلام)، وخطبني له وزوجني أبي منه، فلما أصبحت ، كان ذلك يؤثّر في قلبي، وما كان لي خاطب غير هذا، فلما كانت الليلة الثانية، رأيت السيدة فاطمة الزهراء (عليها السلام) وقد أتتني وعرضت علي الإسلام وأسلمتُ، وقالت لي " إن الغلبة تكون للمسلمين، وإنك تصلين عن قريب إلى ابني الحسين (عليه السلام) سالمة لا يصيبك بسوء أحد " وكان من الحال أن أُخرجت إلى المدينة .

وبعد ان قصت رؤياها على امير المؤمنين (عليه السلام) سألها : "ما حفظت عن أبيك بعد وقعة الفيل ؟" ، قالت : " حفظنا عنه أنه كان يقول: " إذا غلب الله على أمر ذلت المطامع دونه، وإذا انقضت المدة كان الحتف في الحيلة" ، فقال (عليه السلام): " ما أحسن ما قال أبوك ! تذل الأُمور للمقادير حتى يكون الحتف في التدبير " .

وما ان تزوجت سيد شباب اهل الجنة (عليه السلام) ، انجبت الامام زين العابدين (عليه السلام) الذي كان يلقب بابن الخيرتين لقول رسول الله (صلى الله عليه واله): " ان لله من عباده خيرتين فخيرته من العرب قريش، ومن العجم فارس" .

ولم ترافق السيدة شهربانو سيد الشهداء (عليه السلام) الى كربلاء ، لأنها توفيت قبل فاجعة كربلاء في المدينة المنورة سنة 38 هـ، وذلك في نفاسها، اي حين ولادتها للإمام زين العابدين (عليه السلام)، ويقع مرقدها الشريف على قمة جبل سمي باسمها المبارك في مدينة الري في طهران، وفقاً لما جاء في كتيبة منقوشة على المرقد المقدس، وكما يعتقد الناس، أن هذه المقبرة تعود الى السيدة شهربانو .

 أُلفت الفتلاوي