إحدى الأسماء اللامعة من أفراد أهل البيت النبوي الشريف الذين اصطفاهم الباري عز وجل، والذين يشكلون امتداداً متنامياً للرسالة المحمدية الخالدة هي السيدة الجليلة بيبي حكيمة فاطمة الصغرى بنت الإمام موسى الكاظم (عليه السلام) أخت الإمام الرضا (عليه السلام) .
يقع مرقد السيدة بيبي حكيمة (سلام الله عليها) الذي لم يشتهر عند المؤمنين حتى الآن في منطقة كجساران في جوف جبال بهبهان في مدينة باكو بجمهورية اذربيجان الواقعة على بحر قزوين، ويقوم بزيارة المرقد الشريف الكثير من داخل ايران وبالخصوص ايام النيروز وكذلك يزورها سنويا الكثير من الدول المطلة على الخليج الفارسي .
والسبب في كون ضريحها وسط الجبال هي قصتها الغريبة التي ادهشت اعداء اهل البيت (عليهم السلام) والتي تبين لنا مدى مظلوميتهم في زمن الطغاة ، إذ انها كانت تريد أن تزور أخاها الإمام الرضا ( عليه السلام ) بعد ان طلبت عائلتها من الخليفة السماح لهم بذلك ، فأذن لها هي واخواتها بالزيارة، ولكنه قبل وصولهم لمشهد قام بتغير رأيه فرفض أن يقوموا بزيارة الإمام الرضا (عليه السلام).
وأرسل جنوده كي يقوموا بقتلهم جميعا فقد خاف من الفتنة بحضورهم، ومنها تشتت القافلة التي كانت تحمل السيدة بيبي حكيمة واخوانها، فكل واحد منهم لجأ إلى مكان ليختبأ به، وهذا كان حال سيدتنا فهي قد تاهت بين الجبال العالية والرمال الحارقة.
ومع الوقت وجدها جنود الطاغية وكانوا يريدون قتلها، لكنها هربت من إيديهم وحاولت اللجوء إلى مكان يحميها إلا أنها لم تجد سوى هذه الجبال الصماء، ومنها لم يعد لها اي خيار سوى اللجوء إلى الواحد القهار الذي لا شريك له، فدعت ربها بحق محمد وآل محمد، فاستجاب الله سبحانه وتعالى دعائها فشق لها الجبل لكي تختبأ به، فلم يعثروا عليها الأشقياء ودهشوا من اختفائها العجيب، إلا أن شخصا منهم رأى أن الجبل به رسما مستقيما لم يكن موجودا سابقا، ينبثق منه نورا ساطعا، فعرف بأنها داخل الجبل، فحاولوا أن يدخلوا إلا أنهم لم يستطيعوا .
فشاع خبرها بكل أنحاء المنطقة، وأصبح الموالين يذهبون إلى مرقدها الشريف من أجل قضاء حوائجهم  . 

   
أُلفت الفتلاوي