استطلاع

قلوب تنافرت واجساد تباعدت  تعيش تحت سقف واحد، هم ازواج ولكن غرباء اجبرتهم الحياة  ان يعيشوا في ظل ظروف اجتماعية غير اعتيادية جعلتهم مطلقين مع وقف التنفيذ او ما يمكن  ان نطلق عليه بالطلاق الصامت.

حالات كثيرة موجودة في مجتمعنا من هذا النمط وهي بالتأكيد لا تشبه الانفصال الذي تذهب فيه الزوجة  كالعادة الى بيت اهلها  فهي حالات معدودة تكاد تكون نادرة، لنتعرف عليها:

الحالة الاولى

علاقة اكثر من رومانسية تحولت فجأة الى حرب ضارية بين  الزوج والزوجة وحياة اشبه بالمستحيلة اصبح الزوج يعيشها على حين غرة امام انظار كل الاهل والاقارب

الزوج يقوم بكافة واجباته المنزلية لكنه غائب في حياة زوجته التي حرمت نفسها عليه ووصل الامر بها الى لبس الحجاب بحضوره والسبب الذي لم تغفره الزوجة هو الخيانة

هذه الحالة ذكرتني بمقولة قرأتها قبل ايام تقول ان المرأة تغفر وتنسى ثم تغفر ولا تنسى وفي لحظة غير مبرره تتذكر كل شيء دفعة واحدة فلا تغفر ولا تنسى وهذه الزوجة لم تغفر ابدا

كفر الزوج عن ذنبه وتحمل نتيجة اخطائه واستهانته بمشاعر زوجته  وتقبل فكره عزله في غرفة الضيوف من منزله الواسع لتكون مكانا لمنامه واكله واستقبال ضيوفه الذي ما زالوا يستهجنون وضع صاحبنا الذي بقي صابرا على وضعه منذ سنوات طويلة.

الحالة الثانية

في هذه الحالة تتباين الادوار فالزوجة هي التي ارتكبت المعصية واخطأت في حق الزوج ولكن الزوج الحنون الذي يعشق بناته شق عليه موضوع الانفصال واستبعد فكرة الطلاق خوفا على  مستقبلهن لذلك ونزولا عند رغبتهن ابقى الزوجة في بيتها لتقوم بواجباتها المنزلية وعزل نفسه في غرفة خاصة

والزوج  هنا يغسل ملابسه ويطبخ طعامه بنفسه ولا يرى زوجته ولا تراه هي وان كان يعيشان تحت سقف واحد.

الحالة الثالثة

عدم التفاهم بين الزوجين قد تجعل حياتهم مستحيلة لا تشبه حياة الازواج السعيدة  ولا تساوي مشاكل المطلقين التعيسة بل هم حل وسط بين الاثنين حياة بلا حب ودون تفاهم وبلا انسجام حياة خاوية كالصحراء لا شيء جميل فيها سوى الجفاف جفاف المشاعر والعواطف اجبر الاثنان على العيش معا بحكم وجود الاطفال او لاسباب اخرى

حياة صامتة لا جدال فيها ولا مشاكل،  فقط  غضب وتجاهل ويبدو ان كلا الزوجان قانعان بحياتهما وربما يكون الحب من احداهما اقوى من الطلاق.

الحالة الرابعة

زوجان في مقتبل العمر،  زوجة شابة جميلة وزوج وسيم ومخلص يحب زوجته ويفي بعهوده معها ولا مشاكل حتى نهاية السنة الاولى من الزواج

الزوجة بدأت ترفض العيش معه وتكره وجوده في حياتها دون سبب وجيه قد يدفع الاهل للتدخل وتقريب وجهات النظر

الغريب في الموضوع ان الزوجة تعرض الطلاق على زوجها الشاب وتشترط عليه العيش معه في نفس المنزل بعد الطلاق لكونها يتيمة الابوين او يمكن ان نطلق عليها انها مقطوعة من شجرة  حيث لا ملجأ لها غيره

المشكلة ان الزوج يبقى في  حالة الطلاق الصامت دون زواج مخلصا لحياته الزوجية القاحلة ولا يفكر بالزواج من اخرى الا بعد ان يستنفد كافة وسائل الصلح فتكون خاتمة حياة  المعاناة المشتركة لسنوات طويلة هو الطلاق الفعلي.

ساجدة ناهي