لمن لم يستسلموا للمسافة، ولمن يَحظرون تجوال الكراهية بالمحبة، حاملينَ ابتساماتهم رغم ثِقل وزن الحزن, لمن تأقلموا مع السهل والمحال وباتت الحياة بالنسبة لهم كارتداء مِعطف من الفرو في فصل صيفي حار، ومع هذا تُثلج قلوبهم بالمحبة.

لمن صبر وزرع بتلات السرور على عتبات روحه

لمن يسعى للوصول دائما

 لمن لا يهمه ما قيل وما يُقال

لمن كان حنوناً على نفسه كُل يوم، ولا يزيد صعوبة الحياة بقسوته على ذاته

لمن يقول لنفسه حينما يخفق لا بأس لقد تعلمت، خسرت إذاً ستُعوّض

لمن توقف عن تضييق عيشهُ بالحسرة والندامة

لمن ادرك أن الحياة قصيرةٌ مثل لحظة لا تستحق أن نقضيها منطوين على حُزننا وأدرك ان كل انسان ربما يرتكب العديد من الأخطاء, ويعلم ان الفشل سيلتهم بعض ألاماني الغالية لكن لا ينصرف من مطاردة الأماني إلى مطاردة الفشل.

‏لمن ادرك ان هذه الأيام ستمر بكل ما فيها، وتغدو مجرّد ذِكرى في صفحة الماضي، وسيتجاوزها كل أنسان تعلق بربه وآمن به وبالقدر المكتوب وسيتجاوزها بأذنه وكأنها لم تكن، فهذهِ سُنّة الحياة أن لا دوام على حالٍ أبدًا كيفما كان!

لمن  تأمل كل الأشياء حتى وإن كانت ليست مدعاة للتأمل

لمن ادرك أن الحياة لا تستحق ان  يستنزف طاقته في الصراع معها وأعلن الهدنة و كأنهُ المنتصر.

 ولمن لوِّن أيامهُ بفرشاة الأمنيات على أمل أن يستيقظ ذات صباح فيجد الحياة علي جدران غرفتهِ تبتسم.

وأن المرء يتعالى على أحزانه يقينًا بأن الحياة تمضي ولا تعبأ بالقاعدين، فما يزعجك اليوم سيغدو لاحقًا محض قصاصة عارضة بين صفحات عمره.

ولمن أدرك أخيرًا أنّ من حقّ نفسهُ عليه أن يتدارك الزمان بالسّعي فيما يرفع وينفع، لا بتحبير القصاصات المهترئة

أنتم رائعين........

حينما تكون صادِقًا مع نفسك قبل كل شيء، عندما تقول "لا" لما ينبغي أن يُقَال له ذلك، حينما تضع نفسك في الأماكن التي تحبها، وتُحلِّق في الآفاق التي تنتمي إليها، وتحيط ذاتك بما يلهمك ويبهجك، وحينما تكون أنت أنت ستحيا بسلام.

فمن كان  مُسالم، راضٍ، يُدرك صِغر الدنيا سيهون عليه كل أذىً، ومن كان مؤمن، مقاوم، يُدرك أنه "ليس للإنسان إلا ما سعى"، وأنه سوف يجد خيرًا مما مضى ورأى إذا ألقى كل البؤس جانبًا وحاول ألف مرة أخرى ليصنع من كل الظروف التي تحاربه ظرفًا يدفعه لما يريده ويتمناه.

سيحيا حياةً طيبة كما يتمناها... كل شيء بيدك حاول أن تتغير فقط

زينب كاظم التميمي