لعلكم  تنظرون لي أنا تلك الزجاجة الشفافة، وضيفتي أعكسُ لكم الاشياء، وأهمها وجوهكم واشكالكم، ولكن بداخلي زجاج متناثر كتناثر اوراق التويج بيد الطفل المًا، أشبه أولئك الذين يشبهون تلك السيدة في افلام (كارتون الأميرة سنو وايت) وهي بين الساعة والأخرى تقول لي: مرآتي .. يا مرآتي ؟؟! .. هل يوجد ما هو أجمل مني في هذا العالم ؟؟ ، وانا كنت اعكس لها صورة الشر والحقد في داخلها وهي ترفض رؤيتهُ .. ليتني استطيع أن أخبر الكثير من البشر ممن يشبهون هذه السيدة، ولكن كفى من اليوم سأعكس صورهم كما أريدُ أنا،  وليس كما هم يريدون.

أنت تقفُ أمامي .. وانتِ كذلك بمقلتيكما الف سؤال.. ماذا افعل لأكون اجمل ؟؟  لو عملت العملية الفلانية ، هل سأكون المتميزة  ما بين اقراني يا ترى؟

وأما انت الذي تستعمل مساحيق التجميل بحجة الشاشة تتطلب (الكاريزما) ، مشكلتي معكم في كل مكان وانبهكم وانا اعكس اشكالكم ولكن أو تعلمون إن  تفكيركم هو من بحاجة الى انعكاس حقيقي ليبتعد عن سطحية الحياة ليصل إلى عمق محيطها .. تضعينني في حقيبتكِ وتحرصي عليٌ من الضياع حتى تنضري في لو أحسستِ هنالك خلل في مظهرك الخارجي.. بربكِ اجيبيني: متى تشعري إن لون القيم أصبح باهت والمبادئ بحاجة الى إضاءة حتى تنتبهي إلى العيوب  في بشرة انسانيتكِ التي سيطرت عليها افكار من هب ودب ،  كما إن  لدي عملية اخرى وهذهِ العملية تخص اللسان لكِ، حيث ستكون تقنية الغلق لدى الفكين بفن الصمت حتى تكون الكلمات متقنة لمن يجلس ويتكلم بحجة هو يعلم كُل شيء والحقيقة هي إنه عكس ذلك فمثل هؤلاء بحاجة الى تلك العملية.

مهلًا .. مهلًا  أيتُها المرأة لعل من يصغي لكِ يقول في قرارة نفسه هذه حرية شخصية .. فلمِ كل هذا التعقيد ؟

كلا يا صاحبة القلم لو عدتِ قليلًا لوجدتِ عبارة مفادهُا : إن هنالك من يحتاج لعملية التجميل لضرورة أو ظرف صحي، علما أنا أول من أحمدُ الله على سلامة من ينهض بعد إجرائها لوجودي في أركان الغرفة أو حتى على الأبواب ، فلستُ ضد الجمال والترتيب والأناقة ،  فهي مكمله للإنسان وشخصيتهُ، ولكن أنا ضد التفريط والابتذال والتلاعب في خلقِ الله عز وجل والاعتراض على نعمته والبطر العلني ، وضد الذين يلهثون وراء كل ما يلمع، علما إن هناك نجومًا لامعة، ولكنها مهددة بالأفول في أي وقت..!

 أجدتِ يا مرآتي في الكلام وانا شاكرة لقلمكِ الذي تحدث بلساني.

بتول الساعاتي