نتداول يوميا مجموعة من الأفكار ونناقشها مع المحيطين بنا في مختلف الموضوعات, قد تكون أفكار خاصة بنا أي مخاض عقولنا, أو أفكار محفوظة نمررها للآخرين وحسب, وهناك أفكار نستغرق وقتا طويلا حتى نتمكن من تحريرها وهي عادة تتعلق بأمور مفصلية في الحياة ومهمة أو أمور حساسة لا يمكن الحديث عنها بسهولة, وهنا يبدأ العقل بعملية معقدة من إعادة تدوير الأفكار بمعالجات مختلفة, فمتى يمكن أن نصل إلى الفكرة الحاسمة ونخرج من أزمة تفكير مرهقة؟!

حتى نصل إلى إجابة لمثل هكذا تساؤل مهم علينا أيضا أن نفكر, إذن التفكير متلازمة الانسان كونه كائن مفكر لا يمكن ان يكف عن التفكير أو يتوقف عن التحليل والتفسير والقلق والترقب لكن مهم جدا أن يتوازن وأن لا يصل حد الارهاق, وهذا يتحقق من خلال تنظيم الروتين اليومي وشحن أوقات الفراغ ببعض الانشطة المحفزة على تأمل أمور خارج دائرة حساباتنا الذاتية؛ لأن الاستغراق في التكهنات يصيب الانسان بحالة احباط ويبعده عن الوصول الى نتائج مقبولة وحاسمة.

الرجوع بعد استراحة وفترة من الهدوء والاستقرار العقلي والنفسي للتفكير بأمر معين يكشف عن زوايا لم تكن واضحة من قبل لأن ضغط التفكير يخلق حالة من التشويش يصعب معها الإلمام بجوانب الموضوع كلها, وفي هذه الحالة يمكن اللجوء لعدة خيارات ومنها تجزئة التفكير بقضية معينة وتحليل كل جانب فيه على حدة من دون تداخل الأفكار ببعضها, أو إشراك أحدا ممن نثق بطريقة تفكيره لنتعرف على تقييمه للموضوع بحيادية, فكوننا طرف يكون تفكيرنا منحصرا بدوافعنا ورغباتنا وأقرب لمصلحتنا الشخصية وقد نكون أيضا بعيدين عن التقييم الصحيح, لذلك فأن الفكرة الحاسمة لا يمكن أن تأتي بسهولة واستعجال لاسيما إذا اقترنت بقضية مصيرية أو موضوع يحتاج لقرار شخصي.

إيمان كاظم