من الضروري تخصيص وقت للتحدث مع الابناء ففي الحوار يوجد العلاج الاساسي لمعظم المشكلات التي قد تعترض سبيل الابناء وهذا يسهم  في بناء اسرة سليمة الشخصية فالحوار بين الاباء والابناء له عدة فوائد منها ما في صالح الابناء ومنها ما هو في صالح الاباء كما ان البعض من هذه الفوائد ترجع على المجتمع ككل وتتجلى هذه الاهمية فيما يلي:

1- اكتساب الابناء مهارة التعبير والتواصل مع الاخرين (مهارة التعبير الاجتماعي): ويقصد بها قدرة الابناء على التعبير عن مشاعرهم والافصاح عن افكارهم وآرائهم  للآخرين دون خوف او ارتباك واجراء حوارات فعالة معهم في جميع مواقف التفاعل الاجتماعي وفي مختلف المواضيع .

2- الشعور بالأمان والراحة النفسية (الاستقرار النفسي) :مما لاشك ان لطبيعة العلاقات السائدة بين افراد الاسرة اثرا كبيرا على حياة الابناء ومستقبلهم وهذا ما يؤثر ايجابيا او سلبا على حالتهم النفسية والاجتماعية وعلى نموه بصفة عامة فكلما كان الطفل متواصلا مع والديه ومشبعا بالحب والحنان كان اكثر اتزانا .

3- التقارب والتفاهم بين الاباء والابناء : ان التواصل الدائم مع الابناء ومحادثتهم عن جميع شؤونهم واهتماماتهم وانشغالاتهم من شأنه ان يقوي بين الاباء والابناء .

4- ضمان نمو سليم لشخصية الابناء :يعد التفاعل المستمر بين اعضاء الاسرة من اهم مظاهر النمو السليم للشخصية وخاصة بالنسبة لشخصية الابناء فالحوار معهم له تأثير مباشر على سلوكهم ودرجة وعيهم .

5- تعلم فن الاصغاء :ان التحاور مع الابناء يكسبهم فن الاصغاء ويعلمهم كيف يصغوا الى الاخر عندما يتكلم عن انشغالاته واهتمامه .

6- تعديل السلوك (التأديب)

ان اهم العناصر التأديبية  للأبناء هو اقامة علاقة متينه بين الاباء وابنائهم مبنية على الثقة والصراحة بين الطرفين يسهم التواصل بين افراد الاسرة في تعديل سلوك الفرد وتوجيهه الى الصواب .

7- تكوين اتجاه ايجابي نحو الذات  :حينما يتحاور الفرد ويعبر عن افكاره ومشاعره فهذا يشعره بقيمة  ذاته مما يجعله قادرا على مواجهة مواقف الحياة .

8- اكتساب الخبرة من الكبار :فالطفل حي يتفاعل مع الافراد والجماعات فهو سيشبع من خلال هذا التفاعل حاجاته المادية وحاجاته المعنوية وهو بذلك يتعلم قيم الحياة ويستفيد من خبرات وتجارب الاخرين ويكتسب مختلف المهارات خاصة مهارة التكيف مع تغير مواقف الحياة .

9- نمو الشخصية : من المعروف ان الشخصية هي مجموعة من الصفات المتكاملة والتي تنمو من خلال الخبرة الاجتماعية والتفاعل مع الاخرين والحوار يطورها ويصقلها .

10- الوعي بالذات : ينمو وعي الفرد بذاته من خلال العلاقة المستمرة بغيره عن طريق مشاركة الفرد لأفكاره ومشاعر الاخرين ومدى ادراكه واستيعابه للمعاني التي تتضمنها هذه العلاقة .

11- التألف الاجتماعي : يهدف الحوار في ابسط صوره الى التألف الاجتماعي بين الافراد .

12 – التمتع بالصحة النفسية : ان العلاقة الاولى التي تربط الطفل بأمه تساهم في بناء الركائز الاساسية للصحة النفسية في عمر مبكر جدا من خلال تفاعله المستمر مع امه .

13 – التحلي بصفه الاجتماعي : ان تفاعله مع الاخرين ينتج عنه استمرار وجوده في هذه الحياة واكتسابه الصفات الانسانية التي تميزه عن سائر المخلوقات.

14 – اكتساب المعاير الاجتماعية : عن طريق اللغة والحوار  يتعلم  الفرد ما يجب وما لا يجب فعله اي يتعلم ان يكون هو الرقيب على اقواله وافعاله.

الاستشارية نور مكي الحسناوي / مركز الإرشاد الأسري