"اكذب اكذب حتى يصدقك الآخرون ثم اكذب أكثر حتى تصدق نفسك" هل بدأت فعلا مقولة جوزيف غوبلز وزير الدعاية النازي بأخذ حيز مخيف في تفاصيل حياتنا اليومية؟

 لعل الجواب ليس بعيدا عن المواقف التي نراها يوميا ونختبرها في وسائل الإعلام المختلفة حتى بتنا في دوامة كبيرة لا نعرف أين الصدق من الكذب المتنكر بالصدق!!

ففي طبيعة الحال يستخدم الكذابون طرائق احترافية لتمرير كذبهم والهدف طبعا هو الوصول إلى مرحلة تمكنهم من تكوين جمهور كبير ينطلي عليه الزيف من دون جهود مضنية... وهذا الأمر يكون على مستوى دول كبرى ومؤسسات إعلامية ضخمة وحتى على مستوى الأفراد!

ففي الحياة الاجتماعية المعاصرة يوجد كم هائل من الأشخاص الذين يتقنون فعل الكذب لأهداف مختلفة.. منها الحسد والعداوة وأحيانا مجرد وهم عاشوه بسبب كذبة عائمة في حديث تناهى إلى مسامعهم (ناقل الكذب ساذج).. وغالبا ما يكون السبب هو من أجل تضارب المصالح؛ لذلك يلجأ بعضهم لصناعة سيناريو لا يلمس ارض الواقع أبدا لكنه يؤثر في الآخرين ويهدم خصومهم بشكل تدريجي خصوصا إذا كان الخصم مترفعا عن الرد بمثل اسلحتهم الفاسدة.

وعليه ونكاية بالكذب والكذابين فإننا لابد من تحصين أنفسنا من هذا الداء اللعين على مستوى الأداء الإنساني.. ثم الخروج من قوقعة التفكير الجمعي وتصديق كل ما يرد أمامنا وما نسمعه, وتمكين المنطق من فرز الأخبار وفلترتها بحيادية, وإبعاد الوشاة عن دائرة معارفنا, ومواجهة المواقف التي تستدعي اتخاذ إجراء.. وإلا فمن يكون صادقا مع نفسه محبا للناس لن يبالي كثيرا بما تتناقله الألسن وما تصل إليه مؤامرات أعداء النجاح وفي النهاية دائما تسطع حقيقة الفرد حتى لو تغيرت المعادلة وكان (البريء متهم حتى تثبت نزاهته)!

إيمان كاظم