المبادئ مثل البوصلة، فهي تشير دائمًا إلى الوجهة الصحيحة وإذا كنا نعرف كيفية قراءة البوصلة، فلن نضل الطريق، أو نفقد المسار المستقيم، أو نتشتت، أو تخدعنا الأصوات أو ظل الأشياء المبهمة والقيم المعارضة للمنهج الأساسي.

وإن المبادئ الصحيحة هي قوانين الطبيعة الموجودة في كل زمان ومكان، وهي تحمل بذاتها الصدق والحقيقة في كل القيم، وإنها غير قابلة للتحول أو التغيير والتزييف لأنها ثابته دائماً وأبداً، وتقدم الإشارة الدالة أو الوجهة حينما نبحر عبر تيارات البيئات التي نتواجد فيها.

وحيث تظهر في صورة قيم وأفكار ومعايير وتعاليم تسمو بالأفراد وتصقلهم نحو الطريق القويم، وتقوم القيادة الصحيحة على أساس تلك البوصلة، مما يترتب بعدم انتهاك هذه القوانين الطبيعية من دون معاناة، وإن وضع المبادئ في مركز حياتنا هو أساس تطوير القوى الداخلية حيث إن هذه القوة تسهم في تحقيق العديد من الأحلام.

أبعاد البوصلة: (الأمان, التوجه, التوازن, القوة).

حينما نركز في حياتنا على هذهِ المبادئ أو الأبعاد الأربعة للبوصلة، فإننا نصبح أكثر اتزانًا، وتنظيمًا وثباتًا، ورسوخًا وشجاعة، وتكون لدينا القاعدة الأساسية لكل  الفعاليات والأنشطة  بمختلف أنواعها، كما تكون لدينا القدرة على التحكم و السيطرة على كل شيء في حياتنا سواء كانت الشخصية أو العملية، وإن التمركز حول هذه المبادئ تقدم لنا ما يكفي من الشعور بالأمان وحب الذات ونمو الشخصية والثبات.

والتوجه لاكتشاف هويتنا ورسالتنا في الحياة والإرشاد واتخاذ القرارات وتكون بمثابة الضمير لذواتنا فضلا عن التوازن والشعور بالحكمة والتفكر كما تلهمنا فهمًا عميقًا للحياة، والحكم على الأشياء والتمييز بين جادة الصواب..

في حين القوة تمدنا بالقدرة على الأداء والتسديد، والشجاعة على تأدية الأشياء، وهي الطاقة الحيوية الكامنة لاتخاذ القرارات والاختبار، وتشمل أيضًا القدرة على التغلب والمواجهة على العادات والتقاليد الراسخة، وتنمية عادات أسمى وأرفع وأكثر كفاءة.

وحيث إنه من السهل نسبيًا أن نطور شخصياتنا؛ بتعلم مهارات جديدة، َوإعادة ترتيب أنماطنا اللغوية، وتتبع تكنولوجيا العلاقات الإنسانية، وتوظيف امكانيات التصور أو نقوي احترامنا لذواتنا.

لكن من الصعب أن نغير العادات والتقاليد أو نطور الفضائل أو نتعلم وسائل تواصل إنسانية أرقى ما لم نتمسك بالأساليب الأساسية لضبط النفس والحكمة، وبالمحافظة على القيم والتوجه والتحلي بالشجاعة، والاهتمام بصدق المشاعر وقناعات الآخرين وإشعال الضمير الإنساني الحي.

إن تقييم المرء لنفسه وإخضاعها للأبعاد الأساسية ولتحقيق الأهداف العليا، هو أعلى جوهر للصورة الإنسانية، وأساس القيادة الفعالة.

فاطمة الحسيني