لاح النورُ.. أفل الظلام

بذكرِ الاربعين تَسْكُنُ القلوب

يذهب ما رانَ عليها و تشتدُّ البصيرة

تُرّوَضُ النفوسُ وتسمو بالفضائل

سخاءٌ، نخوةٌ، زُهدٌ، إيثار

نفيرٌ عام.. من كل حدبٍ وصوبٍ يَنْسلون

تناغمت أرواحُهم بلا سابق معرفة

اضمحلّتْ نزعاتُهم البشرية.. توسموا بأخلاقِ الملائكةِ

همّتُهم كهمّةِ جنديٍ غيور.. لا تَفترُ بنصبٍ ولا لغوبٍ

يترصدهم عدوهم عاجزاً يائساً عن فكِّ طلاسِم قوّتهم

الارضُ عندهم تفيضُ أماناً وسلاماً

يسيرون فيها لياليَ وأياماً آمنين

ضيقةٌ تتسع لهم.. حارت العقول عن كُنْهِ سرّها

فيها يَشبعُ الجائعُ، يَبرأُ السقيمُ، يُؤْوى الغريب

اجتمعوا رغم شتات اللغاتِ والألوانِ والاصولِ

تحيتُهم فيها عطرةٌ طيبةٌ كمن يُحيّي بطاقةِ ريحانٍ

يُمّهدون السبيلَ لذخيرةِ الغد ورجاءِ المعمورةِ

يرومون وَصْلَ شمسٍ ظلّلها السّحاب

متى ينزلُ الغيثُ ونرتوي من ظمأ الانتظارِ

متى تكتحلُ العيونُ بنورِ ربّها

يا سيدَ العالم ألا من لقاءٍ قريبٍ؟!

إسراء الشلاه