صنع في الصين

ونحن في القرن الواحد والعشرين يستضيف العالم الزائر الثقيل كوفيد 19 وعلى الرغم من التطور الهائل في مجال العلوم الطبية والتقدم التقني لمراكز الأبحاث؛ ألا إننا أمام جائحة مخيفة ومقلقة لأنها ببساطة تخفي في جعبتها كثيرا من الغموض والأسرار حول ماهية هذا الفيروس الصغير بحجمه؛ العظيم بقدراته التدميرية.. لاسيما وهو يفتك بفئات عمرية مختلفة ويجتاح مدن بسرعة فائقة وكأنه يستقل أسرع الطائرات ويتجول في المطارات, فمن الصين بلد المنشأ أو الظهور.. إلى محاور مختلفة لمدن العالم من دون استثناء, ولا يخفى عن أحد إن المتصدي الوحيد لعنف هذا الفيروس هو جهاز المناعة واسلحته المعروفة: التغذية الصحية, استقرار الحالة النفسية, الرياضة... ولنتوقف في موضوعنا عند سلاح الرياضة لنتعرف عن حقيقة تأثيرها في تعزيز قوة الجهاز المناعي وبالتالي رفع احتمالية انتصاره على كوفيد 19.

ممارسة الرياضة عادة قبل أن تكون وقاية!

ممارسة الأنشطة البدنية يفترض أن تكون أسلوب حياة وهواية قبل أن تكون إحدى طرق الوقاية من الوباء العالمي فهناك كثيرا من الدراسات والمقالات الطبية التي تشجع على ممارسة الرياضة بشكل منتظم إلى جانب تناول بعض الفواكه والخضروات الغنية بالفيتامينات والأملاح المعدنية ومضادات الأكسدة.. لرفع كفاءة جهاز المناعة, لكن فيما يخص علاقتها بالوباء فإن التقارير الطبية مازالت متضاربة في هذا الشأن خصوصا بعد وفاة عدد من نجوم الرياضة في العراق على الرغم لما يتمتعون به من لياقة بدنية عالية وأعمارهم تصنف ضمن فئة الشباب ومع هذا لم تنتصر مناعتهم على هذا الفيروس الذي لا ينبغي الاستهانة به؛ لذا فمن الصواب أن لا ننظر لهذه المسألة من جانب منفعة وقتية بل نعتبر إن ممارسة مختلف الأنشطة الرياضية ضرورة من ضرورات الحياة للحفاظ على جسم مرن ومشدود, وصحة نفسية أفضل من خلال شحن الجسم بالطاقة الإيجابية وهدر الطاقة السلبية, والأهم تقوية جهاز المناعة بشكل عام فهذه المعلومة ليست مستحدثة وأغلب الرياضين فضلا عن كل الناس يعرفون جيدا دور الرياضة في صحة البدن والتخلص من سمومه وسلامة الجهاز التنفسي".

دراسات وبحوث تجيب على العنوان!

توصلت مراكز الأبحاث ومنظمة الصحة العالمية التي تعمل على وضع البروتوكولات العلاجية للفيروس وأساليب الوقاية من تأثيره على الجسم في حالة الإصابة ووفقا للدراسة التي نشرها زهين يان، الأستاذ في كلية الطب بجامعة فيرجينيا الأميركية، إن نتائج البحوث الطبية "تدعم بقوة" احتمال أن تؤدي التمارين الرياضية إلى الوقاية من الإصابة أو على الأقل تقليلها.. فما بين 3 و17 في المئة من المصابين بكوفيد- 19، مؤهلون للإصابة بمتلازمة الضائقة التنفسية، حسب الدراسة، في حين تشير البيانات المتاحة من مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (سي دي سي), ووفقًا لبيان صحفي نشرته جامعة فرجينيا، فإن البحث الذي تم إجراؤه قبل انتشار الوباء الجديد، يشير إلى أن ما يقرب من 45 في المائة من المرضى الذين يعانون من متلازمة تنفسية حادة ممكن أن يلقوا حتفهم, وفي بحثه درس زهين يان أحد مضادات الأكسدة القوية التي يتم إطلاقها في جميع أنحاء الجسم عند ممارسة الرياضة؛ والنتيجة التي وصل إليها حسب قوله، هي أن التمارين الرياضية تساعد في التقليل من فرص الإصابة بالأمراض ولاسيما متلازمة الضائقة التنفسية.

فكرة متفق عليها

في المجال العلمي لا يوجد ادلة قطعية أو أحكام باتة, وبما إننا في صدد التحقيق في قضية طبية فكل الاحتمالات واردة مع تراكم الدراسات وزيادة التجارب, لكن هناك بديهيات لا يختلف عليها أثنان وفي إطار الرياضة حتما لن نختلف على أهميتها وضرورتها منذ بواكير العمر مرورا بكل المراحل العمرية؛ ولعل ما جاء في الحديث الشريف للرسول محمد (صلى الله عليه وسلم) " عَلِّمُوا أوْلاَدَكُمْ السِّبَاحَةَ والرِّمَايَةَ ورُكُوبَ الخَيْلِ" إشارة واضحة على أهمية ممارسة مختلف الأنشطة والممارسات البدنية التي تحافظ على الصحة وتجعل الانسان قادرا على مواجهة العدو سواء كان داخل الجسد أم خارجه.

إيمان كاظم