كتبت من حساب افتراضي (وهمي) مع إنها في وسط افتراضي رسالة تقول فيها:

أعترف إني لست قادرة على مواجهة المجتمع بأفكاري المتناقضة مع كثير مما يجده الآخرون إنه الصواب والحكمة، أنا بريئة من أغلب الظنون التي ستضع الأصفاد في قلمي إن كتبت حقيقة ما أشعر وأفكر به.

جرأة الاعتراف لا يملكها إلا من باعوا مخاوفهم بكل ما يملكوه من مثابرة وإصرار على إدراك الواقع بتجرد عن التفكير الجمعي المشحون بالأخطاء والمشوب بالازدواجية، أرى الناس تتقلب أمامي بين زيف وصدق نسبي يكاد لا يُرى بالبصيرة المجردة، وأنا منهم لا أتخلى عن قناعتي ولا اتبرأ من هفواتي، كل ما في الأمر إن أمرا ما استوقفني، جعلني التفت يمينا ويسارا لأرى نفسي من كل الزوايا، نعم نحتاج مواجهة أنفسنا بحزم وبضمانات ممتازة، لن نخاصم ونقاطع ذواتنا لمجرد محاسبتنا إياها.. والأهم إننا لن نشعر بنظرية المؤامرة, ولن نتهم نوايانا بالحسد والغيرة منا، أشجع موقف يمكن أن يكون في هذه الحياة هو وقوفنا أمام مرآة الروح بتجرد وبمنتهى الحياد.. أعلم إن هذه الوقفة صعبة لكن مقبولة؛ لا.. هي سهلة لكنها ممنوعة... هي تخضع لفلسفة السهل الممتنع كما أنا أكتب الآن وأدون اعترافي بالخفاء وكم أجد متعة واسترسال في كتابة كل أفكاري ورغباتي وطموحي وفي الوقت ذاته يمنعني كل شيء حولي عن تسجيل هذه الاعترافات بإسمي من دون تردد أو قلق...

قد أكون غير منصفة مع الآخرين كإنصافي لنفسي بمبررات ترافق أي زلة، ولكني على الأقل أجد فرصة محاسبة النفس رائجة في كل وقت وتحت أي ظرف وأحاول أن أتفهم من يتقن ثقافة الإنصات والاستدراك جزءا من عثراتهم غير المقصودة وحتى المقصود منها.

إيمان كاظم