أيا نجف العلمِ والطيبيـــــــــــن   *   ومن طيبِ أهلـكِ يجري الفراتْ

أنيري طريقَ السرى بالضيـاء   *   أفيقي فقد طـــــــالَ عـهدُ السباتْ

لأنكِ أنتِ جنـــــــــــاحُ العراق   *   فحلّقَ يعلو علــــــــــى الذارياتْ

غرِّيٌّ رأيتُكَ وجـهَ الوصــــــي   *   على شفتيهِ حديـثُ التــــــــــــقاة

في المدينة التي كان ولا يزال لواء العلم والأدب يرفرف فيها على قبّة سيد العلماء والمعلمين وأمير البلغاء والمتكلمين الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) باب مدينة علم رسول الله (صلى الله عليه وآله)، ولدت السيدة الفاضلة أسراء محمد رضا صلال العكراوي، ونشأت على الولاء الخالص والعقيدة الصافية لأهل البيت (عليهم السلام) ونهلت من منهل العلم والأدب فيها، ونبغت في الشعر الولائي وخاصة في مراثي سيد الشهداء (عليه السلام) واحتلت مكانة متميزة في بيئة تعج بالشعراء والأدباء، فعكست هذا الحسّ الديني المخلص على شعرها وكتاباتها فتنفّس بها وتنفّست به فخرجت ممهورة بطابع الحب الخالص والولاء المحض للنبي (ص) والأئمة الأطهار (ع).

حصلت العكراوي على العديد من الألقاب العلمية والشهادات الأدبية منها:

شهادة البكالوريوس في اللغة العربية وآدابها من كلية الآداب / جامعة الكوفة عام 2007

شهادة الماجستير في الأدب العربي من جامعة الكوفة / كلية الآداب عام 2010

شهادة الدكتوراه من جامعة الكوفة / كلية الآداب عام 2017، عن أطروحتها الموسومة ( شعر شوقي بزيع  حتى عام (2003) دراسة أسلوبية )

وقد صدرت رسالتها للماجستير ( مطبوعة ) ضمن منشورات العتبة العلوية المقدسة عام 2012

وصدرت لها مجموعة شعرية بعنوان ( يحق لي ) عن دار فضاءات للنشر والتوزيع / عمّان ، عام 2013

وهي:

عضو الاتحاد العام للأدباء والكتاب العراقيين.

وشاركت في العديد من المهرجانات والفعاليات والمسابقات الادبية وحصلت على جوائز وشهادات تقديرية.

كما عملت في تحرير الأخبار والصفحات الثقافية وإعداد البرامج الإذاعية ومصححة لغوية في أكثر من موقع وقوَّمت العديد من البحوث والرسائل والأطاريح العلمية لغوياً.

شِعرها

امتاز شعر العكراوي ــ إضافة إلى نفسه الولائي ــ بالأصالة والبلاغة وقوة السبك ومتانة البناء وجزالة الألفاظ ودقة المعاني والالتزام في الموضوع، فالعكراوي ترى الشعر رسالة سامية وقضية كبرى للتوجيه ونشر الحق على الشاعر أن يؤديها بأمانة، فقدّمت قصائد رائعة نابعة من عاطفة صادقة ومشاعر حقيقية ارتبطت فيها اللغة والمضمون بوشائج متينة وروابط وثيقة بالهدف السامي الذي تسعى إليه، فكانت قصيدتها بناءً لغوياً وشاعرياً متكاملاً توافرت فيه العناصر الأساسية للغة والشعر وتحقق فيه الوجود الشعري

كما كان لتفاعلها مع الوسط العلمي والأدبي النجفي المميز أثراً بارزاً في نتاجها الشعري والنثري ويظهر ذلك جلياً في شعرها، لقد استنشقت العكراوي من الروح العلوية والحسينية والزينبية أصداء الحق العلوي والإباء الحسيني والشموخ الزينبي فغمست قلمها بالقلب لتكتب عن أمير القلب وأبي الإباء وسيدة الصبر (عليهم السلام) واستلهمت منهم عظمة التكامل البشري والتضحية فراحت تتغنّى بها في كل قصائدها حتى عُدّت السمة البارزة في شعرها

تقول في قصيدتها (عـلـى أعـتـابِ حـيـدرةٍ) وهي إلـى أمـيـرِ الـمـؤمـنـيـن الإمـامِ عـلـي بـن أبـي طـالـب (عـلـيـه الـسـلام)

أعـلـيُ والـدنـيــــــــا مُـطـأطِـئـةً   *   رأسُ الـرَّجـا وأمــــــــامَـهـا خـلـفُ

ويـداكَ مـلءَ مـدامعـــــــي أمـلٌ   *   تـجـري الـطـفـولـةُ فيــه والـلـطـفُ

وأنـا الـمـتـــاحـةُ لـلأسـى قـلـمـاً   *   وعـلـى خطوطِ يدي مشـى الـنـزفُ

وتقول في قصيدتها (معراج الوجع) وهي إلـى سـيـد الـشـهـداء الإمـام الـحـسـيـن (عـلـيـه الـسـلام) أيضاً:

أقـلِّـبُ بـالـضـيــــــــاعِ رمـالَ خـــــطـوي   *   ألـمـلـمُ وحـدتـي فــــــــــــــيــفـورُ وجـدُ

ألـمـلـمـنـي ألـمـلـم كـبــــــــــــــــــريـائـي   *   أرى نـــــــــــــفـســي بـأشـرعـتـي تـهـدُّ

أصـيـحُ عـلـى الـسـرابِ أطـيـحُ.. عـيـنـي   *   بـهـا بـحـرٌ ودومــــــــــــــــــاً مـسـتـعـدُّ

أذود حـمـائــــــــــــمـي وفـراشَ شـعـري   *   عـن الـجــــــــــمـرِ الـذي لـصـدايَ وقـدُ

وأمـسـحُ جـبــــــــــهـتـي بـغـبـارِ حُـزنـي   *   وخـلـفَ الـركــبِ عـمـراً صـرتُ أعـدو

أتـمــــــسـحُ دمـعـتـي ؟.. وتـضـمُّ رأسـي   *   إلـى صــــــــــــــــدرٍ لـه الـلاشـيء حـدُّ

حـسـيـنُ الـسِّـــــــــــبـط إنّ الـحـزنَ بـابٌ   *   بـرزئـكَ صـارَ بـابـــــــــــــــــاً لا يُـسـدُّ

وتقول في قصيدتها (هـاجـسٌ فـي زحـمـة الانـتـظـار) وهي إلـى أبـي الـفـضـل الـعـبـاس (عـلـيـه الـسـلام)

يـا أبـا الـجـود جـودُ كـفـيّـــــكَ سـيـلٌ   *   ومـنَ الـعـذبِ طـــــــــالَ لـلـعـزِّ نـخـلُ

طـالَ.. واشـتدَّ فـي الـخطـوب لـظاها   *   وعـلـى قـلـبِ زيـــــــنـبٍ صُـبَّ مُـهـلُ

وعـلـى قـلـبِ زيـنـبٍ بـالـــــــــرزايـا   *   صـالَ دهـرٌ .. ونـخـلُ كـفّــيـــــكَ ظـلُّ

محمد طاهر الصفار