من البديهي أن يبدأ الطفل بالأسئلة في عمر مبكر لأن التساؤلات هي أحدى أدواته لاكتشاف كل ما يدور حوله, خصوصا بعد المرحلة التي كان يستخدم فيها حواسه لاستكشاف عالمه, ومن جملة الأسئلة وربما أهمها هو رغبته بالتعرف على خالقه ودينه بشكل يتلاءم مع قدراته العقلية, وهنا نجد أن بعض الآباء يمنعون أطفالهم من الخوض في هكذا مواضيع ظنا منهم إن الطفل لا ينبغي أن يتعرف في هذه المرحلة على الأمور الدينية والعقائدية لقصوره في فهمها وإدراكها وهذا طبعا غير صحيح لأكثر من جانب وأهمها هو التربية النفسية للطفل وتطور أداؤه العبادي فيما بعد, إذ يُفضل أن يتم الرد على أسئلته مهما كانت؛ لكن بطريقة تتوافق مع قدراته الإدراكية ونشاطه العقلي وخياله, والأهم عدم منعه بطريقة مباشرة أو بالتلميح بل وتشجيعه على طرح المزيد وإن أسئلته تدل على ذكائه؛ لأن الطفل الذي لا يحصل على أجوبة مقنعة أو لا يتلقى أجوبة أصلا عن استفهاماته ينشأ منعزلا عن التفاعل والتلاقح الفكري ويبدأ بإخفاء تلك التساؤلات عن الآخرين معتقدا إن أسئلته غير مرحب بها أو إن المقابل سيكون عاجزا دائما عن فتح الطريق أمامه لفهم الحقائق. 

 

مثال على أسئلة الأطفال:

وردت رسالة عبر بريد الأصدقاء إلى موقع الحسيني الصغير من الصديق عبد الحميد حيدر من محافظة ذي قار والذي يبلغ من العمر (14) عاماً يسأل فيها: هل يوجد تحريف في القرآن الكريم أو أنه غير محرف؟

وكان الرد.. نشكرك صديقنا العزيز على سؤالك ونحن نقول لك:

قال تعالى في محكم كتابه العزيز في سورة الحجر الآية التاسعة: (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ)، وهذه الآية الكريمة واضحة البيان بعدم تحريف القرآن الكريم وإن القرآن محفوظ من قبل الله تعالى. وقد ورد عن النبي (صلى الله عليه واله وسلم)

أنه قال: (إني تارك فيكم الثقلين : كتاب الله ، وعترتي أهل بيتي ، ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي أبداً)، فالنبي (صلى الله عليه واله وسلم) يدعونا إلى التمسك بالقرآن الكريم وأهل البيت (عليهم السلام) وقد دعانا إلى التمسك بالقرآن لعلمه بأنه محفوظ من التحريف والتغيير بحفظ الله تعالى. وورد عن الإمام الصادق (عليه السلام) أنه قال: (ما لم يوافق من الحديث القرآن، فهو زخرف)، وعندما يرشدنا أئمة أهل البيت (عليهم السلام) إلى القرآن الكريم لجعله الميزان الحاكم في صحة الحديث والروايات فإن ذلك يعني بأن القرآن الكريم سيبقى إلى قيام الساعة خالياً من أي زيادة أو نقصان.

 

لتصفح مجلة الحسيني الصغير

إيمان كاظم