تبدأ مرحلة تكوين شخصية الفرد الاختيارية في الفترة العمرية ما بين 14 —22 عام او ما يزيد او يقل عن ذلك، بمعنى أنه يختار بين أنّ يكون طبقاً لصفات عائلته أو أنّ يتفرد بشخصيةٍ جديدة تختلف عنهم قليلاً أو كثيراً بمعنى أن الفرد هو مَنْ يختار أن يكون متفتح أو عاجز فكرياً.

الجهل والإعاقة الفكرية ببساطة هي عدم قدرة الفرد على تقبل آراء وأفكار الآخرين والتزّمت برأيه حتى وإن كان خاطئاً, ارتكاب نفس الأخطاء مراراً وتكراراً, النظر للمشكلة من زاوية واحدة فقط والتفكير بحلها من ذات الزاوية وهذا الجهل بحد ذاته, إضافةً للغضب والاستنفار لمجرد رفض أفكاره أو الاستهانة بها وعدم تقبل النقد البنّاء والانتقاد الهدّام على حدٍ سواء.

حين يُكثر هذا النوع من الأفراد في المجتمع يتحول إلى مجتمع متخلف يتجه مستقبله نحو الهاوية في شتى مجالات الحياة ولا يمكنه مواكبة التطورات الحاصلة . وبذلك يكون مجتمع نامي لا يمكنه حتى مساعدة نفسه.

هذا الفرد المتخلف تأثيره خطير جداً على الأجيال اللاحقة حيث إنه سينجب أشباهه من الأفراد وتتولى العملية جيلاً يتلوه آخر. 

بعض طرق المعالجة الفكرية لهذه الآفة التي تأكل ببعض المجتمعات :القراءة والتنوع فيها حيث أنّ لها تأثيراً عظيماً على تكوين شخصية متميزة الأفكار متقبّلة لأفكار الآخرين منتجة وعلى قدر من المسؤولية المجتمعية قادرة على تربية جيل متطلع لتطوير وطنه فـ بناء مجتمع واعٍ هو واجب ومسؤولية كل فرد فيه ولو خصص هذا  الفرد ساعة واحدة فقط للقراءة فإنه سينهي أكثر من 4 كتب شهرياً و50 كتاب سنوياً ومن أقوال عباس محمود العقاد : ( نحن نقرأ لنبتعد عن نقطة الجهل، لا لنصل الى نقطة العلم).

السيطرة على الغضب فأكثر العاجزين والمعاقين فكرياً هم سريعي الغضب يصبحون بركاناً ثائر ينتفضون لأبسط الأسباب وأكثرها تفاهة ويمكن لأي شخص إستفزازهم ،لذا من الضروري جداً التخلص من هذه العادة السيئة التي توقع صاحبها بمشاكل قد يكون في غنى عنها وتُذهب بهيبته وكما قال ألبرت آينشتاين :(يستمر الغضب فقط مع الجهلة).  

إضافةً إلى التحلّي بالفضول ليس الفضول في معرفة حياة الناس وما يجري فيها بل المقصود الفضول المعرفي حب الاستطلاع عما يجري في هذا العالم في المجالات المرتبطة بحياة الإنسان خاصةً والمجالات العامة أيضاً . غرّس حب التعلم والاطلاع في نفسه وفي أطفاله ومَنْ حوله . فأبسط تعاريف الثقافة هي أنّ تعرف كل شيء عن شيء وشيء عن كل شيء.. بمعنى أنّ يكون الفرد متخصص في مجال و ملّم في مجالات أخرى فـ مواكبة الحياة الحديثة وما تحمله لنا من تغيرات سريعة تتطلب منا هذا الإلمام.

وأخيراً والأهم من كل ما ذُكر تنظيم الوقت وكيفية التعامل معه بدقة فالعاقل من كان يومه خيرا من أمسه فالوقت يأكلنا دون أن نشعر وتذهب سنين العمر دون إنجازات تُذكر فـ يهرم الجسد، والإنسان كسول بفطرته فالكسل والتسويف طبيعة فطرية يمكننا التغلب عليها إنّ أردنا .وختاماً قال عليٌّ  عليه السلام: (ما من يوم يمر على أبن أدم الا قال له أنا يوم جديد و أنا عليك شهيد فقل فيَّ خيرا، وأعمل خيرا فأِنك لن تراني بعد أبدا).

هاجَر الأسدي