حينما تعتزم المرأة وتتقن هدفها وميولها في رسم مستقبلها، يكون الهدف السامي لتخطيطها قد تحقق ولو بجزء مما حلمت به وسعت لأجله.. وجاهدت كي تكّون مهنتها التي منحتها جل اهتمامها ومصيرها .

وإنموذجنا واحدة من النساء اللواتي اثبتن جدارتهن في ميدان نادر وصعب خوضه .. الا انها اجادتها هاوية ومحبة ومقررة له .. لتكون اول عراقية تقود طائرة !!

جوزفين سمعان إبراهيم حداد،المرأة العراقية بأمتياز، منحت إجازة قيادة طائرة ( لاوستر) من جمعية الطيران العراقية برقم 53 في 22 ديسمبر/كانون الأول للعام  1949م، وكانت هذه الطائرة التي تملكها (جمعية الطيران العراقية) ومنحت الإجازة بعد 73 ساعة طيران وكانت جوزفين مولعة بالطائرات مع إن والدها عارض هذا الأمر بشدة،  فأصرت على التدريب، وكانت تمارس هذه الهواية في سماء بغداد، أذ تقوم بالمسح الجوي واصطحاب المواطنين الراغبين في نزهة جوية فوق مدينة بغداد .. منحت رتبة كابتن طيار في تلك الحقبة من الزمن متقدمة على سائر الدول العربية ودول العالم الأخرى، وهو وسام استحقته وشرف نالته لتحلق في فضاءات الأجواء الحالمة والمثيرة رغبة واطمئناناً،  بعد ان اجتازت كل الاختبارات في علوم الطيران وبددت مخاوفها المزعومة من الآخرين وليس منها !!

 

  نجاح مبهر

هؤلاء النساء العربيات وغيرهن يشكّلن قدوةً ومثالاً لجيل جديد من النساء يغزو مجال الطيران، ويحلق في فضاءات وسماء البلدان دون خوف او خشية من المجهول .. واستحقاقا" كسبته لتبدد مفاهيم مهن احتكرها الرجال منذ فجر قيامه، كما يثبتن أنّهن قادرات على النجاح في أعلى المراكز وتخطي أصعب المهمات، و قد نجحن في ميادين العمل المختلفة البسيطة منها والصعبة وكان حضورهن لافتاً وايجابياً لان مساعيهن في رسم طريق خطته سواعدهن وفكرهن الناضج المعطاء والمعبد بالمجد والحرية الملتزمة.

مثال للعطاء

واننا في كل عدد من مجلتنا الغراء .. نستذكر واحدة من النساء المتميزات واللواتي خضن العلم والعمل وبرزن في ميادين الحياة بكل ثقلهن وارادتهن، وكن خير مثال للعطاء والتفاني لاجل ابراز مواهبهن ومقدرتهن على الابداع والاجتهاد، ومع توفير الاجواء المناسبة والفرص المتاحة للنساء، لاستثمارها شكلا وحضورا واسماً في ميادين الحياة كافة.

احتكار الالقاب

إنموذج واحد من المرأة العراقية التي أبدعت وتقدمت واثبتت شخصيتها وحضورها في كل الميادين منذ وقت مبكر من القرن العشرين طبيبة، وقاضية، ومفكرة، وأديبة، وشاعرة، ومهندسة، و و و و …وغيرا من مفاصل العمل والحياة .. في الوقت الذي اثبت وجودها الانساني والمهني وراحت تنطلق بكل ثقة الى مشاريع متعددة وسامية لتثبت انها جديرة بأحتكار الالقاب والمنافسات لتنال وتحصد الجوائز والعلامات البارزة بأناقة مسارها ومشوارها.

سعاد البياتي