الغش الامتحاني ظاهرة سيئة قد يصعب السيطرة عليها!!

أمام هذه المشكلة ما هو الحل؟

يجنح عدداً من طلاب المدارس والجامعات إلى ممارسة ظاهرة الغش الامتحاني سبيلا للنجاح في الامتحان, وهذا الأمر يتنافى كلياً مع جوهر التعلم, فالإقدام على سرقة جهود أحد الزملاء أو التمادي بطرق أخرى للغش ما هو إلا ضياع للوقت وهدر لجهود المدرسين, والحصول على نتائج مزيفة لا تقودهم إلى تحسين وضعهم العلمي, ناهيك عن الإشارة السيئة التي سترافق سلوكهم الأخلاقي أمام الهيئة التدريسية.

رؤية تحمل ثلاث أبعاد سنتعرف من خلالها على النظرة التربوية والدينية والقانونية لهذه الظاهرة السلبية والحلول الناجعة لمواجهتها:

 

الدكتور عزيز كاظم النايف / استاذ المناهج وطرائق التدريس

الغش من الامور السلبية المُمارسة من قبل بعض طلبتنا، وهو عبارة عن سرقة علمية فضلا عن كونها عامل محبط للطلبة الأذكياء والذين يعرفون جيدا ان سين من الطلبة قد غش وتفوق, فهو سلوك مرفوض في كل المجتمعات.

طرق الغش عديده وللأسف فيها شيء من التطور حتى وصل الامر للأجهزة الإلكترونية القادرة على توصيل المادة دون علم المراقب, وهذه الطرق معروفه لدينا جميعا.

اسباب الغش كثيره, ويمكن اجمالها بالاتي:

1- انعدام الدافع التعليمي لدى الطلبة، وهذا الموضوع معقد ويحتاج الى دراسة, والسؤال كيف نخلق دوافع لدى طلبتنا ونحن نعيش ظروف لا تطاق, مثلا اذا كان في الأسرة حامل شهادة عليا وهو لا يجد قوت يومه، كيف نخلق دافع لدى بقية افراد الأسرة ممن هم في الدراسة؛ لذلك البحث عن وسيلة رخيصة للنجاح تأخذ مجالها هنا.

2- صعوبة المواد الدراسية، وهذه كارثة في العراق الآن, الوزارة غيرت الكتب دون ان توجد بنى تحتيه سليمه لتطبيقها ،،لا مختبرات ،،لا دراسة تطبيقيه للمادة, مجرد حفظ (درخ) وهذا يدفع الطلبة للغش؛ لأنه ليس جميع الطلبة قادرين على الحفظ لوجود فروق فرديه بينهم. 

 3- هدف الدراسة في العراق منذ تأسيس الدولة العراقية وللأن هو الحصول على الدرجة، ثم التعين في حين ينبغي ان يكون هدف الدراسة هو الحياة نفسها لذلك البحث عن الدرجة يدفع الطلبة نحو السرقة (الغش), والأسباب هي:

أ- كثرة وسائل اللهو، موبايل ونت وغيرها تدفع الطلبة للابتعاد عن الدروس والمطالعة. 

ب- الأسئلة الامتحانية فيها مشكلة كبيرة.. وقد تدفع الطلبة الى الغش. 

ج- عدم دقه المراقبين ومعرفه شخصياتهم من قبل الطلبة تدفع لاستغلال هذه الفرصة في الغش.

د- انعدام الأمل بالنظام التربوي اصلا واحيانا بالحياة نفسها تدفع الطلبة للغش. 

هـ- القاعات الامتحانية نفسها تحتاج الى اعادة نظر وفق معايير الجودة

 الحقيقة ان القوانين لدينا رادعة ضد الغش ولكن الاسباب هذه تدفع الطلبة الى المجازفة والغش في الامتحانات.

 بعض حالات الغش  التي تحصل في الابتدائية اعتقد تحتاج الى معالجة سلوكية ارشادية لمعرفة اسبابها ومعالجتها بأسلوب تربوي.

 

العلاج في دراسة ما ذكرناه اعلاه بطريقه علمية والتوصل الى نتائج قابله للتطبيق.

 

الشيخ فاهم الابراهيمي / مسؤول شعبة التبليغ والتعليم الديني في العتبة الحسينية المقدسة

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله محمد وآله الطيبين الطاهرين

قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم)  "من غشنا فليس منا"

تظافرت الروايات الشريفة في ذم الغش بكل معانيه لما فيه من مفاسد كبيرة تعكس نتائج سلبيه خطيرة على المجتمع؛ ولهذا أجمع فقهاء الإسلام على حرمة الغش  

ونصت رسائلهم العملية على فتاوى كثيرة بحرمة الغش وما ينتج عنه

فمثلا سماحة السيد السيستاني ذكر تحريم الغش وحرم الاستحقاقات المترتبة على الغش

وهذا بالحقيقة هو عين الصواب, فمثلا الطالب عندما يغش في الامتحان سوف يعطينا مجتمع فاشل وغير قادر على ادارة شؤون الحياة, فلو غش الطالب وأصبح طبيبا ستكون النتيجة موت المرضى  مع زيادة في الأمراض والمشاكل الصحية

وكذلك لو غش الطالب وأصبح معلما سوف نجد هناك طلاب فاشلون لأن المعلم لم يستطع تقديم شيء لهم   

وفي كل المجالات سنجد هناك انحدار؛ لأن الغش معناه صعود الفاشلين المواقع ليس أهلا لها.

 

الحقوقي ياسر الراضي

الغش هي عملية يقوم بها الطالب لنقل اجابة اسئلة الامتحان بطريقة غير مشروعة سواء بالنقل من زميله او من ورقة معدة مسبقا وهي تتعارض مع ما تسعى الفلسفة التربوية الى تحقيقه وان التهاون مع مثل هذه الظواهر من شانه ان يؤدي الى تدني مستوى التعليم للبلد الذي سينعكس سلبيا على تطور المجتمع وازدهاره.

اسباب ظاهرة الغش

تتمثل اسباب ظاهرة الغش بعدم استعداد الطالب للامتحان بصورة جيدة وكذلك عدم مناسبة الاسئلة لمستوى الطالب وعدم استيعاب الطالب للمادة الدراسية وسوء علاقته بالأستاذ وكذلك التركيز المبالغ فيه على الاختبارات التحريرية واستخدامها كمقياس للتحصيل الدراسي مع اهمال الاساليب الاخرى للتقويم مثل النشاطات المدرسية والاختبارات الشفوية والواجب المنزلي وكذلك من ضمن اسباب الغش هو ضعف الضبط والمراقبة والتوجيه من قبل الاسرة والمدرسة للطالب.

عقوبة الغش

ا. نصت القوانين والتعليمات الصادرة من وزارة التربية على اعتبار الطالب راسبا في الامتحان اذا غش او حاول الغش في الامتحان واقتنع المراقب او مدير المركز بقيامه بالغش او محاولته الغش.

ب. نصت التعليمات الصادرة من وزارة التعليم العالي والبحث العلمي (التعليمات الخاصة باللجان الامتحانية)على اعتبار الطالب الذي غش او ثبتت محاولته الغش في الامتحانات اليومية او الشهرية او الفصلية او النهائية باعتباره راسبا في جميع المواد لتلك السنة الدراسية واذا تكرر ذلك(الغش) يفصل من الكلية ويرقن قيده في سجلاتها.

الاثار السلبية للغش ومقترحات الوقاية من هذه الظاهرة  

يؤدي الغش الى تكاسل الطلبة وعزوفهم عن استذكار الموضوعات الدراسية وضعف روح المنافسة بين الطلبة ويؤدي الى اعطاء صورة غير حقيقية ومزيفه لنتائج العملية التعلمية مما يؤدي الى تهديد قيم المجتمع اذ تمتد مضار الغش الى ما بعد الدراسة فالموظف الذي اعتاد الغش اثناء تعليمه قد يستحل المال العام ويمارس الكسب غير المشروع والتزوير في الاوراق الرسمية وبالتالي يؤدي الى ضعف الثقة بين افراد المجتمع.

اما اهم وسائل ومقترحات الوقاية من هذه الظاهرة تتمثل بما يلي:

1- توضيح مخاطر الغش وتعارضه مع مبادئ الشريعة الاسلامية وقيم المجتمع والاهداف التربوية وذلك من خلا توعية الطالب وتفعيل دور الارشاد التربوي في المدارس وان يتم ذلك في اطار تربية اسلامية قويمة ترسخ لدى الطالب قيم الاسلام  واخلاقياته السامية.

2- مراعاة الايجاز والتركيز في الواجبات المنزلية خاصة في المراحل الاولية في التعليم وعدم ارهاق الطالب بواجبات مطولة تجعله يضطر الى استخدام اساليب غير صحيحة.

3- العمل على تدريب المعلمين والمدرسين وحثهم على استخدام طرائق التدريس الحديثة ولابتعاد عن الطرق التقليدية وكيفية توثيق العلاقة المهنية بين الطالب واستاذه.

4- الاهتمام بأعداد الطالب اعدادا تربويا شاملا مع تعويده على تحمل المسؤولية والاعتماد على النفس وضرورة المزاوجة بين الاسئلة الموضوعية والاسئلة المقالية في الاختبار وذلك لان الاسئلة المقالية تتيح للطالب عرض ما استوعبه من المادة اما الاسئلة الموضوعية فقد تحصره في جزيئة بسيطة وبشكل يضع على الطالب فرصة التعبير عما حصله من المادة.

إيمان كاظم