انتشرت في السنوات الأخيرة المواكب الحسينية النسوية المتخصصة، حيث تجد الزائرات السائرات على الاقدام مختلف أنواع الخدمة التي توفر لهن الراحة لتساعدهن على اتمام مسيرتهن، فبين مبيت وطعام اعدت مواكب حسينية قاعات مكيفة وحمامات مغلفة بالسيراميك وآلات مساج ونوم وخمس وجبات طعام، فيما تستمر مواكب اخرى بتقديم الخدمة والتعليم للقرآن والمتطلبات الشرعية.

خدمات مختلفة

كما ان الأعم الأغلب من المواكب مخصصة للرجال بدأت مواكب الخدمة التي تديرها النساء تتضاعف كل عام فتقول " ام عباس" من اهالي الكرمة  ان هذا الموكب مخصص للزائرات لأن النساء يحتجن الى خدمات خاصة ومعاملة تعرفها النسوة من اقرانهن.

وتضيف اننا وجدنا ان النساء بأمس الحاجة الى امكنة مخصصة لهن تقدم فيها خدمات عامة وخاصة، لان الزائر من الرجال يمكن ان يأكل امام الناس او ينام او تقدم له خدمة المساج، بينما لا يمكن للمرأة ان تفعل ذلك امام المارة، فتطوعت بحدود عشرون امرأة للعمل في هذا الموكب لمدة عشرة ايام وننتقل الى كربلاء لنستمر الى نهاية الزيارة الاربعينية، مؤكدة ان المتطوعات يقدمن الطعام بخمس وجبات وعصائر وشاي وخدمة المساج ورعاية الاطفال من تنظيف وحفاضات وحليب وبودر ترطيب، مبينة ان الموكب يعمل منذ عشر سنوات تقريبا ولديه زبائن من النساء ويستقبل بحدود 300 زائرة يومياً.

حرص على مبيت النساء

وتوضح " زهرة مطر مطشر" من موكب شهداء الحشد الشعبي ان موكبها منذ خمس سنوات وجد حاجة ماسة لتهيئة امكنة مبيت وخدمة للنساء بسبب عددهن الذي يفوق عدد الرجال السائرين، فقمنا ببناء قاعتين مخصصة لخدمة ومبيت النساء فيها كل وسائل الراحة من امكنة مبيت جديدة تحتوي على فرش واغطية جديدة وحمامات وصحيات وامكنة للصلاة، مشيرة الى ان المرأة تحتاج الى ممارسة طقوسها العبادية او الاستراحة والنوم دون ان يراها احد ن لذلك جعلنا قاعات المبيت اشبه بالبيت، مؤكدة ان تطوراً كبيراً حصل على الموكب وتقدم لهن ثلاث وجبات طعام ووجبتي فاكهة، مشيرة الى ان عدد النساء اللواتي يبيتن في الموكب او يتناولن الطعام ويسترحن قليلا، ارتفع الان الى 500 امراة يوميا بينما كان يصل الى 100 زائرة قبل سنوات، واصبح هذا الموكب محط اعجاب وجذب حيث تعودت عائلات كثيرة على القدوم سنويا للمبيت عندنا، وتعمل 40 متطوعة على تقديم الخدمة على مدار اليوم جميعهن من منطقة واحدة واقرباء من عائلات عدة ومن اعمار مختلفة.

واشارت مطشر الى ان الموكب له خدمة خاصة تقدم للاطفال الرضع حيث يتم استلامه من الام ويتم تنظيفه وتبديل الحفاظات وتبديل ملابسه وغسل المتسخة وتزويده بنوع الحليب الذي يرضعه الطفل، ويمنح قسطا من الراحة لترتاح الام هي الاخرى وتأخذ قسطا من النوم وتستعد لاكمال مسيرتها وقد خصصت سيدتين من المتزوجات لهذا الغرض، مؤكدة ان الموكب يوزع ملابس للنساء وكفوف وجواريب ، وكذلك يعطي مبالغ لزائرات فقيرات الحال، كما يتثقف البنات العاملات في الموكب على الالتزام الديني والاخلاقي لتكون مؤثرة في مجتمعها الشبابي.

موكب نسوي تعليمي

موكب تخصص في تقديم خدمتين الاولى اطعام واستراحة والثانية اعطاء دروس حوزوية ودينية وقرآنية وتثقيفية تساعد الزائرات على ضبط الصلاة والحجاب وتؤكد مسؤولة الموكب المعلمة " نهاد سعدون" انهن بدأن العمل في عام 2014 بالتعاون مع مؤسسة الفجر النسوية الحوزوية التي تعطي دروس تعليمية وتعليم تلاوة واحكام القرآن للزائرات اللواتي يقدمن لتناول الطعام والراحة خلال عشرة ايام، لرفع المستوى الفكري لهن، مشيرة الى ان العاملات في الموكب هن من المعلمات في المدارس وغيرهن اللواتي اتفقن على انشاء صندوق للموكب تدفع كل واحدة عشرة الاف دينار شهريا، مع مجموعة اخرى من النساء الصديقات والجيران اللواتي يتبرعن باعداد وجبات طعام من بيوتهن الى الزائرات، او يرسلن مبالغ مالية للموكب الذي تعمل فيه 15 متطوعة.

 وبينت ان عدد الزائرات كان 5 فقط خلال الساعة الواحدة قبل خمس سنوات واصبح 30 زائرة في الساعة، منوهة الى ان الموكب يقوم بتنفيذ برنامح الاستراحة القرآنية وتعليم سورة الفاتحة والاخلاص لضبط القراءة في الصلاة وغيرها كما تعلم الاميات منهن عبر الاستماع باجهزة الهاتف النقال، وتقدم لهن نصائح اخرى تخص طريقة ارتداء الحجاب الشرعي والجواريب والمحافظة على وقت الصلاة والعفة وحفظ الدين، مشيرة الى ان الموكب لم يوفر المبيت للنساء بسبب عدم وجود ملاك اضافي يستمر بالسهر على راحة الزائرات.

قاسم الحلفي