العلم موجود بوجود الانسان.. به وإليه, فكل الخطوات التي يحرزها العلماء في المجالات المختلفة ما هي إلا وسائل تخدم الإنسانية وتجعل الحياة أكثر سهولة؛ وفي المجال الطبي حققت الأشعة التداخلية تقدما ملحوظا في إمكانية معالجة بعض الحالات بأقل الأضرار.. من ناحية الألم كونها تغني في بعض الحالات عن التداخل الجراحي مما يُجنب المريض تناول مجموعة كبيرة من المسكنات, واقتصادياً فهي أقل كلفة من بعض العمليات الجراحية الموازية لعملها, كما توفر في الوقت الذي يحتاجه المريض لتماثل جرحه للشفاء.

كادر واحة المرأة التقى بالدكتور عدنان الزيدي اختصاص اشعة تشخيصية وتداخلية في مستشفى سفير الحسين (عليه السلام) الجراحي؛ ليوضح لنا تفاصيل عمل الأشعة التداخلية والامراض التي يمكن أن تعالج بواسطتها وما يقدمه هذا المجال من خدمة للإنسان: 

الأورام الليفية عند النساء

 من الأمراض المنتشرة والشائعة عند النساء الأورام الليفية على الرحم التي تسبب آلام مزعجة, ونزف, وأحيانا تؤدي لأسقاط الجنين وفي بعض الحالات تتفاقم هذه الأورام لدرجة الاضطرار إلى رفع الرحم.. وأهم أسباب ظهورها هو اضطراب الهرمونات بحيث تتعرض المرأة لنشاط هرمون معين أكثر من المعدل الطبيعي وبالتالي يحفز بدوره نمو العقد الليفية الحميدة التي من النادر أن تتحول إلى أورام  خبيثة, والتداخل الدوائي لعلاج هذه الأورام غالباً ما يكون له تأثيرات جانبية مؤذية للصحة العامة, أو تخضع المصابة إلى تداخل جراحي أو إجراء ناظور وفي الحالتين يتوجب التخدير العام, أما ما وفرته تقنية الأشعة التداخلية في هذا الجانب عن طريق القسطرة التي تستدعي التخدير الموضعي لمكان دخول القسطرة الذي يكون في أعلى الفخذ الأيسر في أكثر الأحيان؛ بحيث تبقى المريضة واعية أثناء الجلسة التي تكون عبارة عن دفع صبغة معينة تلون الورم وبالتالي يتم التعرف على الشريان الذي يغذي الورم فيتم زرق حبيبات خاصة متناهية الصغر تنتجها كبرى الشركات العالمية داخل الشريان لسد مجرى تغذية الورم وإعادة زرق الصبغة للتأكد من عدم وصولها إلى الورم بعد قطع هذه الحبيبات طريق الوصول إليه, وبهذا يبدأ الورم بالتلاشي لعدم وصول الدم إلى الورم ثم يضمحل وينتهي.. وبهذا تكون الأشعة التداخلية قد حققت نتائج مذهلة بأقل الأضرار.

آمال تقنية تُسعف مصابين الجلطة!

أكد الدكتور الزيدي أن من بين ما أحرزته الأشعة التداخلية في مجال الثورة العلاجية التقنية هو السيطرة على تأثيرات الجلطة الدماغية والتي تكون عبارة عن إصابة بالشلل النصفي أو الكلي, أو فقدان القدرة على النطق والإدراك وغيرها من التداعيات الجسدية, وذلك عن طريق القسطرة بالأشعة التداخلية وبنفس طريقة زرق الصبغة داخل الشرايين لمعرفة مكان التجلط أي تحديد موقع وجود الخثرة الدموية وفتحها بإجراء طبي خاص, أو إيقاف النزف في حالة وجوده.. على أن يتم نقل المصاب لإجراء القسطرة خلال 6 ساعات من وقت حدوث الجلطة على أكثر تقدير فبعد هذه المدة لا يمكن إسعافه بتقنية القسطرة.

وبين إن من المؤمل أن يتم فتح مركز الجلطة في مستشفى الكفيل خلال الست أشهر القادمة ليتم انقاذ المصابين من مخاطر الجلطة الدماغية وآثارها على أن يتم تجهيز المصاب بأسرع وقت في أقرب مستشفى وإرساله بسيارة إسعاف مزودة بالخدمات الطبية ليصل إلى مركز الجلطة في أقل من 6 ساعات؛ لتتم عملية القسطرة تحت التخدير الموضعي وبالتالي تكون نتيجتها حمايته من أضرار الجلطة الدماغية وتماثله إلى الشفاء بوقت قياسي

إيمان كاظم