وردتنا رسالة من إحدى الأخوات إلى البريد الإلكتروني الخاص بموقع واحة المرأة حيث وضحت من خلالها تجربتها مع حملها الأول؛ لتنطلق باستفسار مهم جدا مشفوع بطلب رأي متخصص لنشر المعلومة في الموقع.

وكانت تجربتها مع الحمل باختصار، إنها كانت تسمع من بعض الأقارب بخطورة تكرار إجراء السونار بشكل دوري خلال فترة الحمل؛ كونه يعرض حياة الجنين إلى خطرٍ ما؛ لذا لم تقم بزيارة عيادة السونار في الشهر الأخير سوى مرة واحدة في بداية الشهر التاسع، وبعد الولادة اكتشفت إن الجنين لديه تشوه في إحدى الكليتين أدى إلى نقصا في السوائل داخل الرحم حيث تسبب هذا النقص تقوسا شديدا في أطراف الطفل عند ولادته، حيث علمت بعد فوات الأوان إن السونار لا يؤثر على الجنين بل بالعكس فإن من المهم والضروري متابعة الحامل من خلال هذا الجهاز خصوصا في الشهور الأخيرة لمعرفة حالة الجنين للقيام بإجراء سريع في حال دعت حالة الجنين إلى القيام بولادة مستعجلة، أو إعطاء بعض العلاجات المناسبة لحماية الجنين والحفاظ على سلامته قدر الامكان.

مراسلة موقع واحة المرأة زارت الدكتور عدنان الزيدي اختصاص أشعة تشخيصية وتداخلية في مستشفى سفير الحسين (عليه السلام) الجراحي لجلب المعلومة الدقيقة حول الخطأ الشائع المنتشر بين غالبية الأشخاص بأن السونار يحتوي على أشعة ضارة بصحة الجنين!

بدءاً أكد الدكتور الزيدي بأن لابد من التفريق بين تقنية التصوير الإشعاعي (الأشعة / X ray) وبين تقنية التصوير بالموجات فوق الصوتية (السونار / Ultrasound) حيث إن الأشعة تكون خطرة على الجنين خصوصا في الشهور الأولى من الحمل كونها تعتمد على تقنية الإشعاع في التصوير، بينما تعتمد تقنية التصوير في جهاز السونار على تردد الموجات فوق الصوتية ولا تسبب هذه التقنية أي ضرر على صحة الجنين، بل إنها تساعد على إعطاء صورة دقيقة لحجم الجنين، وكمية السائل الأمنيوتي (Amniotic fluid): وهو السائل الغذائي الموجود في رحم المرأة خلال فترة الحمل، ونبضات قلب الجنين، والأعضاء الداخلية وغيرها من الأمور التي توضح وضع الجنين.

وأضاف أن تقنية السونار الملون (الدوبلر/ Doppler) -نسبة لمكتشف هذه التقنية في التصوير العالم دوبلر - والتي تعمل بنفس تقنية الموجات فوق الصوتية بفارق إنها تتحسس الموجات القريبة والبعيدة لتعطي تباينا لونيا يوضح أمورا تشخيصية معينة ويساهم باستخدامات محددة؛ بأنه يولد حرارة بسيطة قد تجعل المختصين في مجال السونار أكثر حذرا عند اجرائه؛ خصوصا في الشهور الأولى، بلحاظ إنه لا توجد معلومة علمية تؤكد إلحاق الضرر بالجنين عند استخدام الدوبلر الذي ترتفع أهمية استخدامه في فترة الحمل للاطمئنان على صحة الجنين والمشيمة وسريان الدم في قلب ومخ الطفل و أيضاً الدورة الدموية داخل الحبل السري مما يحدد ما إذا كانت كمية الأكسجين التي يحصل عليها الطفل كافية أم لا.

وختم الزيدي حديثه بنصيحة موجهة لكل سيدة حامل بأن تتابع مع طبيبة النسائية والتوليد تطور الحمل منذ لحظة معرفتها بالحمل حتى موعد الولادة للتأكد من سلامة وصحة الجنين، وضرورة إجراء السونار في عيادة متخصصة وتحت إشراف طبيب اختصاص في هذا المجال كونه مجالا طبيا مستقلا عن تخصص الأمراض النسائية والتوليد.

 

إعداد واحة المرأة

بالتعاون مع مستشفى سفير الحسين (عليه السلام) الجراحي